اجتماع عاصف شهدته جماعة الدار البيضاء استمر لساعات طويلة، حول فواتير الماء والكهرباء التي أرهقت جيوب البيضاويين وجعلتهم يحتجون على الغلاء ويطالبون بعدم أدائها، خصوصا أن غالبيتهم تضرروا جراء تداعيات جائحة كورونا وتوقف مجموعة من الأنشطة الاقتصادية بسبب الحجر الصحي.

وعلمت جريدة هسبريس الإلكترونية أن الاجتماع، الذي عقد عشية أمس الأربعاء واستمر لأزيد من ثلاث ساعات، عرف هجوما حادا من طرف بعض المنتخبين على شركة “ليدك” المفوض لها تدبير قطاعي الماء والكهرباء؛ وذلك بسبب الفواتير المرتفعة والتي يرفض مواطنون أداءها.

وكشفت مصادر الجريدة أن بعض المنتخبين بالمجلس الجماعي للعاصمة الاقتصادية طالبوا الشركة الفرنسية سالفة الذكر بوقف استخلاص فواتير استهلاك الماء والكهرباء وإعفاء الأسر المنتمية إلى الطبقة الهشة من الأداء، بالنظر إلى ما عاشه أرباب هذه الأسر طوال الحجر الصحي، ناهيك على أن الفواتير كانت مرتفعة مقارنة مع الأشهر السابقة.

وأكدت مصادر هسبريس أن كريم الكلايبي، رئيس فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس المدينة، هاجم القرارات المتخذة من لدن الشركة في حق البيضاويين، داعيا إلى وقف استخلاص الفواتير المتعلقة بفترة الحجر الصحي التي لم يكن المواطنون خلالها قادرين على العمل.

ولفتت المصادر نفسها إلى أن المستشار الجماعي دعا الشركة الفرنسية إلى عدم الاستثمار هذه السنة، واستغلال المبالغ المالية في تعويض فواتير البيضاويين بالأحياء الهامشية وتجنيبهم بذلك دفع فواتير هذه الأشهر.

وخلصت توصيات صادرة عن منتخبي الدار البيضاء، بحضور المدير العام للشركة الفرنسية، إلى وجوب تمديد تسهيلات الأداء التي تقترحها “ليدك” والمحددة في ستة أشهر إلى سنة؛ وذلك لمساعدة المواطنين والتخفيف عنهم في أداء المبالغ التي تفاجئوا بها.

كما اقترح منتخبو البيضاء على السلطات الحكومية المركزية تقديم دعم في هذا الجانب للتخفيف عن المواطنين، مع عقد اجتماعات دورية للجنة التتبع الخاصة بشركة “ليدك” لتقييم عملها ومدى التزامها بدفتر التحملات.

وخرج رئيس المصلحة الدائمة للمراقبة للحديث خلال هذا الاجتماع، حسب مصادر الجريدة، عن أن المراقبة همت الشركة خلال هذه الفترة، مشددا على أن المراقبين لم يلحظوا اختلافا كبيرا عن المنهجية وعن توصيات وزارة الداخلية، عدا بعض الأخطاء القليلة في قراءة العدادات؛ وهو الحديث الذي لم يطقه بعض المنتخبين الحاضرين في هذا اللقاء.

من جهته، دافع المدير العام للشركة الفرنسية، في هذا الاجتماع، عن مؤسسته، من خلال تأكيده على كونها اتخذت قرارات عديدة خلال هذه الفترة؛ من قبيل إيقاف عملية قراءة عدادات الماء والكهرباء، وإيقاف عملية توزيع الفواتير واستخلاصها بالمنازل، إلى جانب إيقاف عملية قطع التزود لعدم الأداء.

وأكد المتحدث نفسه أن “ليدك” عملت، طوال فترة الطوارئ الصحية، على ضمان تزويد البيضاويين بالماء والكهرباء وتعاملت بشكل سريع مع الشكايات التي يتقدم بها المواطنون.

وبخصوص الفواتير التي ألهبت جيوب البيضاويين، أكدت الشركة أنها عملت على فوترة استهلاك الماء والكهرباء خلال هذه الفترة بطريقة تقديرية على أساس معدل استهلاك الفترة نفسها من سنوات 2018 و2019، لافتة على لسان مديرها إلى أن هذه التقديرات تبقى الأقرب إلى الواقع رغم كونها ليست مثالية.

ولفتت الشركة إلى أن عملية قراءة العدادات وفوترة الاستهلاكات الحقيقية ابتدأت منذ فاتح يونيو، وذلك بمنهجية موحدة على الصعيد الوطني، والتي تأخذ بعين الاعتبار نظام الأشطر في الفوترة، وتلزم الموزع بتقديم تسهيلات في الأداء لفترة يمكن أن تبلغ ستة أشهر، كما تم استئناف عملية توزيع الفواتير على المنازل ابتداء من تاريخ ثالث يوليوز، مشددة على أن عمليتي استخلاص الفواتير بالمنازل وقطع التزويد ما زالتا معلقتين إلى حدود الساعة في انتظار قرار وطني في هذا الصدد.

hespress.com