تجدد إشكال التعامل مع شكايات المهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء بالمغرب مع ملف لم يراوح مكانه منذ ما يقرب من سنة، يشتكي من خلاله مهاجر من دولة مالي، يدعى بيرثي أداما، سَلْبه ما يقدر بثمانية ملايين من السنتيمات من قبل مهربيْن.
وسبق أن وجه هذا المهاجر المقيم حاليا بالمغرب مع أفراد من عائلته، شكاية إلى وكيل الملك بالرباط، مضيفا أنه طالب بتحريك مذكرة بحث حول المهرِّبَيْن دون نتيجة، بعدما استمع إليه من طرف الأمن الوطني في كل من العاصمة الرباط، وسلا، والناظور، والدار البيضاء.
ويتعلق الأمر بمهاجريْن من كوت ديفوار وغينيا مقيمين بالمغرب، يتوفر أحدهما على بطاقة إقامة بالمملكة، قطعا الاتصال بمهاجر من مالي بعدما توصلا منه بما قدره 8000 يورو من أجل تيسير سفره وعمله بأوروبا، وفق تصريح المهاجر المالي وتسجيلات المحادثات المكتوبة والشفوية التي يتوفر عليها.
وفي حديث مع هسبريس، عبر المهاجر المقيم بالمغرب عن “خيبة أمله الكبيرة” من تعامل “السلطات المغربية” مع شكايته بعدما كانت له “كامل الثقة فيها”.
ويتوفر المدعي على صورة لبطاقة إقامة أحد المشتكى بهما، وتسجيلات لمحادثاتهما يقر فيها المشتكى به بتسلمه مبلغ ثمانية ملايين من السنتيمات.
وظل المشتكي يجدد شكاياته كلما شوهد المعنيان بالأمر، اللذان يغيران عنوان إقامتهما ويتنقلان بين مدن البلاد، أملا في الاستماع إليهما حول دعواه.
وترجى المشتكي، في تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن تأخذ شكايته مسارها الطبيعي ويحرَّك البحث في الموضوع ويتابع المشتكى بهما من أجل ما نسب إليهما، مع حفظ حق المتضررين في الإدلاء بتصريحاتهم المفصلة أثناء مرحلة البحث.
وتطالب الشكاية الموجهة إلى وكيل الملك بالرباط، التي اطلعت هسبريس على نسخة منها، بـ”التدخل المباشر وتطبيق المسطرة القانونية والقضائية ضد المشتكى بهما بتهمة خيانة الأمانة، وتعريض المدعي للنصب والاحتيال، باستغلال رغبته في السفر إلى القارة الأوروبية (…) مع أخته وزوج أخيه وابنه، بعدما حلوا بشكل قانوني بالمغرب”.
وفي تصريحه لهسبريس، اشتكى بيرثي أداما من تنقله باستمرار بين مخافر شرطة عدد من المدن دون أي حل، وعدد العوائق التي يواجهها ملفه باستمرار، وعلى رأسها “مطالبته بتوفير عنوان قار للمهربين المشتكى بهما علما أنهما يتنقلان باستمرار بين مدن من بينها الدار البيضاء، والناظور، والرباط”.
وطالب المشتكي بتحريك مذكرة بحث في حق المشتكى بهما، حتى يكون في مقدوره عندما يعلم بمكان استقرارهما أن يخطر الشرطة بذلك لتأخذ العدالة مجراها.