عقد مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم، طيلة أيام الدورة التاسعة من المهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة بمدينة الناظور التي انطلقت يوم 14 دجنبر الجاري وتتواصل إلى غاية الـ19 منه في رحاب الكلية متعددة الاختصاصات، دروسا في السينما وموائد مستديرة وماستر كلاس.

ووفق بلاغ للمركز، فقد ألقى الدرس الأول، المعنون بـ”بسينما الاكستريم”، المخرج العراقي ليث عبد الأمير؛ بينما ألقى الدرس الثاني المخرج الإسباني خوسي أنطونيو طوريس، حول موضوع “ما لم يأخذه الريح، السينما والذاكرة”.

وأضاف البلاغ أن الدرسين الثالث والرابع كانا معنونين بـ”السينما بعد الكورونا” و”حول السينما والهوية الثقافية “، وألقاهما على التوالي كل من الفيلسوف المغربي حسن أسويق والمخرج البرتغالي كارلوس كويلوو كوستا. في حين كان الجمهور على موعد مع ماستر كلاس للمخرج الفنزويلي الكبير لخص فيه تجربته المهمة في مجال السينما وحوار الثقافات.

أما الموائد الفكرية المستديرة، يضيف البلاغ، فقد همت المائدة الأولى موضوع “المغرب وأمريكا اللاتينية بين الذاكرة والتاريخ.. رؤى متقاطعة”. وعرفت هذه المائدة الأولى مداخلات لكل من كلوريا يونغ، السفيرة السابقة لبناما بالمغرب وعضوة الفريق المنسق لمشروع “العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وأمريكا اللاتينية” الذي تحتضنه جامعة محمد الخامس بالرباط، والأستاذ الجامعي دييكو ميلو كراسكو من الشيلي، إضافة إلى الأستاذ الجامعي ومدير دورة الندوات المغرب- أمريكا اللاتينية المهدي مصمودي من المكسيك.

“السينما المغربية الأمريكية اللاتينية زمن الكورونا” كان هو عنوان المائدة المستديرة الثانية، والتي حضرها طلبة الكلية متعددة التخصصات بالناظور وافتتح أشغالها عميدها الدكتور علي أزديموسى. وعرفت مداخلات لكل من المكسيكية سيلفيا بيريل، مديرة ومؤسسة “المهرجان الدولي لسينما لاتين، سان فرانسيسكو، التي سلطت الضوء في مداخلتها على الجانب الإيجابي لهذه الجائحة التي مكنت من القضاء على القرصنة التي أساءت لسنوات طويلة إلى مهنيي الفن السابع ورفعت من نسبة المشاهدين للإنتاجات المحلية والدولية.

بدوره، أشاد عبد اللطيف البازي، الناقد السينمائي والكاتب العام للمهرجان الدولي لسينما البحر الأبيض المتوسط، بأهمية المنصات الرقمية والمبادرات الفردية والمؤسساتية “التي اتخذت خلال فترة الحجر الصحي لتقريب السينما من الجمهور، حيث تابع أزيد من مليوني شخص وخلال أسابيع معدودة مختلف الإنتاجات السينمائية المغربية، التي عرضها المركز السينمائي المغربي مجانا”.

الفكرة نفسها تقاسمها الأرجنتيني كريستيان مورو، المدير الفني للمهرجان الدولي” لاتين عرب” ومدير “منتدى الانتاج المشترك اللاتيني العربي”، الذي أشار إلى أهمية المهرجانات السينمائية في تقريب الرؤى وتبادل التجارب والأفكار.

وفي هذا الصدد، أكد كريستيان مورو أن ثمرة هذه اللقاءات أسفرت، منذ أربع سنوات، عن تأسيس “منتدى الإنتاج المشترك اللاتيني العربي”، “الذي تمكن من إنجاز خمسين مشروعا سينمائيا وتلفزيا مشتركا بين أمريكا اللاتينية ومجموعة من الدول العربية، عشرة أعمال منها حازت على جوائز عديدة بمهرجانات دولية”.

وأضاف البلاغ أنه، بخصوص شراكته مع المغرب، “عبر مدير المنتدى عن رغبته في خلق شراكة فاعلة وفعالة مع مهنيين مغاربة وجعل المغرب أرضية لتصوير أفلام سينمائية ووثائقية لاتينية”.

ولكي تكون هذه الشراكة قائمة على أسس متينة، أكدت نعمة بنعياد، الأستاذة الجامعية وعضو برنامج “ابن خلدون، المغرب وأمريكا اللاتينية: الوضعية الحالية وآفاق الشراكة”، على ضرورة تغيير النطرة الدونية التي ما زالت تلاحق العربي والمغربي بصفة خاصة في مجمل الإنتاجات السينمائية والتلفزيونية بأمريكا اللاتينية، “والتي ما زالت تحتفظ بكليشيهات تسيئ إلى سمعة الآخر وتكرس الصور النمطية التي لطالما لاحقت العربي في جل الأفلام الأجنبية”، بتعبيرها.

يُذكر أن مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم، المنظم لهذه التظاهرة الفنية، حرص على توفير روابط فيديو مباشرة لكل هذه الدروس والموائد المستديرة، كي يستطيع جمهور الدورة التاسعة من المهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة بمدينة الناظور متابعتها من مختلف أنحاء العالم.

hespress.com