وجد سكان دوار غزوان، التابع لجماعة عين حرودة بالمحمدية، أنفسهم هذه الأيام محاصرين ببركة مائية كبيرة ناجمة عن تدفق المياه القادمة من شركة كبيرة للبتروكيماويات تتواجد بالطريق الساحلية الرابطة بين الدار البيضاء والمحمدية.

وتحولت المنطقة، كما عاينت ذلك جريدة هـسبريس الإلكترونية، إلى حوض مائي، يقول المواطنون القاطنون وسط “الكاريان” إنه يحتوي على مواد كيماوية سامة وخطيرة قادمة من “الشركة الوطنية للبتروكيماويات والكهرباء”، المعروفة اختصارا بـ”سنيب”.

وأكد مواطنون تحدثوا لهسبريس أن تجمع هذه المياه على شاكلة حوض، “ناجم عن تسرب المياه من الأنبوب التابع لشركة سنيب الذي يصب في البحر”، وانضافت، بحسبهم، إلى مياه التساقطات المطرية التي شهدتها المنطقة قبل أيّام.

وحمل مواطنون الشركة المذكورة، التابعة لـ”يينا هولدينغ” المملوكة لأسرة الراحل ميلود الشعبي، مسؤولية الكارثة البيئية التي يعرفها الدوار، خصوصا بعدما اخترقت المياه المنازل.

وفي هذا الصدد، قال الفاعل الجمعوي حفيظ الفاتيحي إن هذا الحوض المائي “نجم عن تسرب مياه قادمة من أنبوب تابع لشركة سنيب، تجمعت بشكل كبير وخطير وباتت تؤثر على الساكنة والمنطقة برمتها”.

وأضاف أن “المسؤولين التابعين للشركة المعنية انتقلوا إلى عين المكان قبل أيّام، وقدموا وعودا بضخ المياه في البحر، غير أن شيئا من ذلك لم يتحقق إلى حدود اليوم”.

ونبه الفاعل الجمعوي إلى أن المياه المسربة صارت تشكل خطرا على النباتات والإنسان، بالنظر إلى كونها تحمل مواد كيماوية سامة، وهو ما يستوجب الإسراع بالتدخل لإنهاء هذا الوضع.

واضطر المواطنون، كما عاينت ذلك هسبريس، إلى استخدام آلة لضخ المياه وتحويلها إلى المجاري التي تصب في البحر، غير أن العملية ستستغرق أسابيع عديدة بالنظر إلى الكمية الكبيرة من المياه المجمعة.

في المقابل، استبعد مسؤولون بشركة “سنيب” تحدثوا لهسبريس أن تكون المياه المجمعة بالمنطقة صادرة من الشركة، قائلين إنهم ما زالوا يحققون لمعرفة مصدرها، على اعتبار أن الأنبوب التابع للشركة ما زال يشتغل بطريقة عادية رغم تضرره بدوره بسبب الأمطار الأخيرة.

وبينما يتحدث المواطنون بالمنطقة عن أن المياه السامة تجمعت بالحوض ووصلت خلال اليوم الأول إلى المنازل واختلطت بمياه الصرف الصحي، ينفي مسؤولو “سنيب” أن تكون المواد الصادرة من الشركة عبر الأنبوب الذي يصب في البحر سامة.

وبخصوص مطالبة المواطنين الشركة بالتحرك لإفراغ هذا الحوض المائي، أوضحت مصادر هسبريس أن إدارة “سنيب” تتفهم هذه المطالب، وتنسق حاليا مع إحدى الشركات للقيام بذلك.

وبحسب متتبعين للشأن المحلي بمدينة المحمدية، يتوجب على المجلس الجماعي التحرك لإيجاد حل للمشكل، على اعتبار تواجد الشركة والحوض الملوث بتراب الجماعة، كما يجب على مصالح وزارة البيئة فتح تحقيق في الموضوع.

hespress.com