تماشيا وتوجيهات السلطات العمومية الداعية إلى الرفع من درجة اليقظة والحذر أمام تداعيات تفشي فيروس كورونا المستجد، تُواصل اللجنة الإقليمية لليقظة والتتبع الوبائي بإقليم تارودانت مواكبة وتنفيذ الإجراءات الفعلية والعملية الهادفة إلى التصدي الاستباقي لتفشي الفيروس المستجد، وذلك وفق إستراتيجية تراعي الخصوصيات السوسيو اقتصادية للإقليم مترامي الأطراف، والبنية الجغرافية التي يتميز بها.

وحسب مصدر مسؤول فقد حتمت الوضعية الوبائية بتارودانت، المتسمة بارتفاع ملحوظ في عدد الإصابات بالفيروس وظهور بعض البؤر العائلية أو داخل التجمعات السكنية، سواء بالوسط الحضري أو القروي، وضع مقاربات نوعية وهيكلية لمحاربة واحتواء الوضع الوبائي، “تفاديا لظهور أنوية وبائية يستعصي التحكم فيها”.

وهمت الإستراتيجية وضع هياكل ممثلة في اللجنة الإقليمية لليقظة والتتبع، واللجان المحلية المشكلة على مستوى الوحدات الإدارية، وعددها 2128 لجنة، تضم 9103 أعضاء، وتشتغل تحت إشراف السلطة المحلية بمعية المصالح الأمنية والصحية والمنتخبين وفعاليات المجتمع المدني، التي تباشر كل العمليات الأساسية.

ويتم، وفقا للمصدر ذاته، تنفيذ عمليات تحسيسية ووقائية، وإطلاق حملات إقليمية ذات وقع مباشر على المواطن، كـ”الحملة الإقليمية لإلزامية ارتداء الكمامات، إذ تم توزيع ما مجموعه 245.000 كمامة صحية مصنوعة من الثوب، فضلا عن عمليات التعقيم المستمرة والدائمة بكل المرافق العمومية والمؤسسات التعليمية ومؤسسات الإيواء والمساجد، خاصة قبل استئناف صلاة الجمعة، والحث على تطبيق الإجراءات الحاجزة، من تباعد جسدي واجتماعي، فضلا عن تزويد الساكنة المتضررة بالماء الصالح للشرب بالعالم القروي، حيث تم توزيع ما كميته 312168 مترا مكعبا”.

ومع انطلاق الموسم الفلاحي الجديد، عقدت اللجنة الإقليمية لليقظة والتتبع لقاءات تحسيسية بكل من قطب تالوين، وقطب أولاد تايمة، وقطب سيدي موسى الحمري، وآخرها بقطب تارودانت، همّت أصحاب المؤسسات الإنتاجية، وكذا الضيعات الفلاحية والتعاونيات الإنتاجية والمهنية؛ وذلك بهدف “تدارس البرتوكولات الصحية القطاعية التي تم إعدادها لتحديد كل الإجراءات الصحية الوقائية اللازمة، والمتعلقة بسلاسل إنتاج الزعفران والثوم واللوز والحليب والأركان والليمون”.

ولكون تلك القطاعات تستقطب يدا عاملة هامة، تم تنظيم زيارات ميدانية للوقوف على مدى تطبيق البرتوكولات بإحكام، كما قامت اللجنة الإقليمية بمعية اللجان المحلية بعقد سلسلة من اللقاءات التحسيسية مع فعاليات المجتمع المدني بالأقطاب الستة المكونة للإقليم، تمت من خلالها دعوة المجتمع المدني إلى الانخراط بقوة في الإجراءات الفعلية والميدانية التي تم اتخاذها للحد من انتشار الوباء، مع ضرورة زجر المخالفين لتوجيهات السلطات العمومية، وإعمال القانون إزاء كل الحالات المضبوطة.

وشدّدت السلطات الإقليمية والمحلية بتارودانت على أن على المواطنين وساكنة الإقليم عموما التقيّد بالإجراءات التي أقرتها السلطات العمومية لتفادي مزيد الإصابات بالفيروس، وما هذا بعسير على ساكنة إقليم تارودانت، التي تتميز بالانضباط وروح المواطنة الحقة، وبوعي كامل في تحدي كل الإكراهات، تماشيا والتوجيهات الملكية السامية للملك محمد السادس.

hespress.com