في جماعة إكودي نلخير التابعة لإقليم أزيلال، رفض مواطنون تسلم ملابس مستعملة، وفرتها جمعية محلية بنية العمل الخيري، قصد توزيعها في قرى هشة بالجماعة المذكورة.
مصادر هسبريس ذكرت أن موضوع الرفض أثار جدلا واسعا بين نشطاء بالإقليم، وأعاد سؤال قانون الجبل إلى الواجهة، خاصة بعد الضجة التي رافقت فيديو “طفل الثلوج” بجماعة آيت عباس، حيث تمت الإشارة إلى ظاهرة استغلال الفقراء في حملات بمواقع التواصل الاجتماعي قصد تحقيق ربح غير شرعي.
سمير استيمح، من دوار أزوض التابع لجماعة إكودي نلخير، قال إن “الساكنة المستهدفة رفضت الملابس المستعملة، التي كانت معبأة في عدة أكياس بسبب رائحتها الكريهة، مشيرا إلى أن بعض الأهالي أعربوا عن تخوفهم من أن تكون غير نظيفة، ما قد يتسبب في إصابتهم بعدوى كوفيد19”.
واعتبر استيمح الحملات الإحسانية والخيرية “مبادرات تضامنية جيدة” بالنسبة لساكنة الجبل، وخاصة للقرى الهشة، لكن شريطة أن تحترم أخلاقيات العمل الجمعوي التي تضمن كرامة المواطن، وتنبذ تحسيس الآخر بالدونية مهما كان وضعه الاجتماعي.
وأشار المتحدث، في تصريح لهسبريس، إلى أن الكثير من الأسر المستهدفة من الحملة أصيبت بخيبة أمل بعد طول انتظار، جراء محتويات هذه الأكياس التي كانت تفوح منها رائحة كريهة ولا يمكن أن تقي من البرد القارس.
من جانبه، دعا عمر أزياد، الناشط الجمعوي في أزيلال، الفعاليات المدنية، باعتبارها الجهة القادرة على تشخيص الإشكالات التنموية بالإقليم، إلى مسايرة تطور المجتمع، خاصة على مستوى برامج تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية بالوسط القروي الهادفة إلى تأهيل الإنسان القروي، من خلال المطالبة بمشاريع تنموية ذات وقع بيّن على الساكنة، عوض اللجوء إلى هذا النوع من الحلول الترقيعية.
وقال: “منذ سنوات ونحن نطالب الدولة بوضع قانون خاصة بالجبل، الذي لازال يعاني من خصاص مهول على أصعدة مختلفة؛ الصحة التعليم الطرق، جراء التشخيص الخاطئ للاحتياجات”، مشيرا إلى وجود قرى نائية بالجبال لم تستفد من جهود التنمية.
وأوضح المتحدث، في تصريح لهسبريس، أن “عدم الأخذ بعين الاعتبار خصوصيات الجبل غالبا ما يؤدي إلى بلورة مبادرات غير ناجعة، ما يتسبب في ردود عفوية، لكنها ذات دلالة قوية، توحي بحاجة المواطن القروي إلى مشاريع لا إلى حملات مناسباتية من ورائها بعض الجمعيات التي تتاجر بهموم الفقراء”.
وناشد الناشط ذاته السلطة المحلية وجمعيات الطفولة قصد التدخل من أجل وضع حد لصحافة “البوز”، التي تستغل صور الأطفال والنساء القرويات بغية تحقيق أكبر عدد من المشاهدات، ما يقدم صورة سلبية عن الإقليم، ويمس بكرامة ساكنته، مضيفا أن الشباب يريدون مشاريع مدرة للدخل بغية الحد من أخطبوط البطالة الذي تفشى بشكل مهول في المغرب العميق.