تزامنا مع موجة البرد القارس التي تعرفها العديد من المناطق الجبلية بإقليم تنغير المصحوبة بانخفاض كبير في درجات الحرارة، تكابد الساكنة المحلية الكثير من المشاق والمتاعب لتدبير هذه المرحلة، على جميع المستويات خصوصا النساء الحوامل.

وتعاني، خلال هذه الفترة من السنة، مناطق عديدة بإقليم تنغير، خاصة جماعة إكنيون، مشاكل متكررة مع البرد القارس، خصوصا النساء الحوامل اللواتي يلجأن إلى المركز الصحي القروي بمركز إكنيون  الذي يفتقر إلى التدفئة؛ ما يجعل معاناة آلام المخاض تشتد مع معاناة البرد القارس.

وأكدت عائشة، التي كانت رفقة امرأة حامل بداخل المركز الصحي القروي بإكنيون، أن المؤسسة الصحية تفتقر إلى التدفئة، خاصة في هذه الفترة التي تعرف فيها منطقة صاغرو موجة برد قارس، مشيرة إلى أن النساء والرضع يعانون داخل مؤسسة صحية عمومية بسبب البرد، على الرغم من الخدمات الطبية والإنسانية التي يقوم بها الفريق الطبي داخل المؤسسة بتعبيرها.

المتحدثة ذاتها طالبت، في تصريح لهسبريس، القائمين على تدبير شؤون القطاع الصحي بإقليم تنغير بتجهيز المركز الصحي القروي بإكنيون بوسائل التدفئة، لحماية النساء وأطفالهن الرضع من البرد القارس، موضحة أن حارس وكالة بريدية تقع بالقرب من المؤسسة الصحية هو الذي يساهم شخصيا بوسيلة تدفئة يتم تشغيلها بغاز البوتان.

من جهتها، أكدت نعيمة، التي وضعت مولودها الأول قبل أيام داخل المركز الصحي القروي بإكنيون، أن معاناة النساء الحوامل بهذه المنطقة تزداد كل فصل الشتاء وأثناء موجة البرد القارس، موضحة أن المركز الصحي الوحيد بالجماعة يفتقر إلى التجهيزات ووسائل التدفئة والأغطية الكافية.

وأضافت المتحدثة ذاتها أن الساكنة القريبة من المركز الصحي هي التي تساهم بالأغطية لفائدة النساء الحوامل اللواتي يلجن المؤسسة الصحية، كما أن شخصا يحرس المؤسسة البريدية سالفة الذكر هو الذي يساهم بدوره بـ”الفورنو” لتوفير التدفئة، على الرغم المخاطر التي قد يسببها للنساء والرضع.

وتعليقا على الموضوع، أكد مسؤول بالمندوبية الإقليمية للصحة بتنغير، في تصريح مختصر، أن هذه الأخيرة تعمل على تزويد المؤسسات الصحية المنتشرة بالإقليم بكل الوسائل سواء الطبية أو التدفئة، موضحا أن التأخر الحاصل في عدم تزويد المركز الصحي القروي بإكنيون بوسائل التدفئة يعود إلى غياب الإمكانيات المادية، بتعبيره.

من جانبه، أكد مسؤول بعمالة تنغير أن عامل الإقليم سبق أن نبّه المندوب الإقليمي للصحة بتنغير بخصوص توفير كل التجهيزات بالمراكز الصحية خاصة الجبلية منها، لا سيما وسائل التدفئة، ملتمسا منه التدخل من أجل تحسين ولوج المواطنين إلى المؤسسات الصحية العمومية.

وأوضح المسؤول ذاته، في تصريح لهسبريس، أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بتنسيق مع شركائها، ستقوم بتوفير وسائل التدفئة وبعض التجهيزات الضرورية، مؤكدا أن السلطات الإقليمية تهتم بهموم ساكنة الإقليم خاصة الجبلية منها، لافتا إلى “أن على المسؤولين بالقطاع الصحي التنسيق مع قسم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لتوفير الوسائل التي تحتاجها هذه المؤسسات الصحية”، بتعبيره.

hespress.com