فاقمت التساقطات الثلجية الكثيفة التي همت منطقة تمحضيت بإقليم إفران، وما تلاها من موجة الصقيع والبرد القارس، محنة مربي الأغنام والماعز بمراعي جبل هبري الممتدة إلى جبل مشليفين.
ويعاني “الكسابة” والرعاة بمنطقة تمحضيت، المشهورة بتربية الأغنام، من ندرة الكلأ بعد أن غطت الثلوج جل المراعي، وجمدت المياه المخصصة لإرواء عطش القطيع.
“بعد التساقطات الثلجية الكثيفة، أصبحت قطعاننا من الأغنام والماعز محاصرة داخل الإسطبلات؛ لأن المراعي صارت مكسوة بالثلوج”، يوضح رشيد الداوي، أحد مربي الأغنام والماعز بمنطقة أيت حسن أحمد بمنطقة تمحضيت.
وأوضح المتحدث ذاته أن معاناة أصحاب القطيع بسفوح جبل هبري لا تقتصر على تأمين الكلأ؛ ولكن مست، أيضا، توفير المياه المخصصة لإرواء عطش المواشي، بعد أن غطت الثلوج المنابع وجمد مياهها الصقيع.
وفي هذا السياق، أشار رشيد الداوي إلى أن الرعاة يضطرون إلى تذويب الثلوج على النار داخل براميل معدنية، باستعمال الحطب، من أجل الحصول على المياه لقطعانهم.
“يجب دعم مربي المواشي بمنطقة تمحضيت في ظل هذه الظروف المناخية الصعبة”، يقول المصرح ذاته لجريدة هسبريس، موضحا أن أسعار التبن والأعلاف أضحت مرتفعة جدا في الأسواق، ويصعب إيصالها إلى “الكسابة” بسبب العزلة التي فرضتها الثلوج المتراكمة على المسالك والطرقات.
وفي هذا الصدد، أضاف الداوي أن مهنيي تربية الأغنام والماعز بمنطقة تمحضيت يجدون صعوبة كبيرة في الوصول إلى الأسواق للتزود بالمؤن الضرورية وتسويق مواشيهم، بسبب انقطاع الطرق والمسالك جراء تراكم الثلوج.
“الثلوج وموجة البرد والصقيع ستؤخر، لا محالة، إنبات الكلأ بالمراعي”، يوضح المتحدث ذاته، الذي أشار إلى أن هذا الوضع سيدفع المهنيين، وفي غياب تخصيص دعم لهذه الفئة، إلى بيع جزء من رؤوس مواشيهم قصد سد احتياجات قطعانهم من الأعلاف الملتهبة أسعارها.