الأحد 20 دجنبر 2020 – 17:14
نحن مغاربة، والفلسطينيون فلسطينيون، والإسرائيليون هم الإسرائيليون، لكن الآخرين لا يريدون لهذا العالم أن يتحرك..هناك من يريد استمرار نزاع الصحراء إلى ما لا نهاية، ليمارس ابتزازه علينا، إلى ما لا نهاية.. وهناك من يريد استمرار النزاع العربي الإسرائيلي إلى ما لا نهاية، حفاظا على أصوله التجارية القائمة على قومية بائدة..
تارة يختبئون وراء فلسطين وتارة يختبئون وراء الصحراء، والغاية واحدة.. لا ينبغي أن يكون هناك أي حل في الأفق، لأن الأصول التجارية وإن اختلفت مواقعها تبقى كلها مدرة للربح.
بعضهم جاؤوا ليقدموا للمغاربة الدروس في الوطنية والممانعة، بوجه مكشوف، رغم أنهم يقيمون في نفس المكان الذي وقع فيه وعد بلفور.. وبعضهم بلغ أقصى غياهب النسيان، فعاد ليسجل حضورا وهميا من خلال بلاغات وهمية.. وهناك من بالغ في الحديث عن مكتب الاتصال الإسرائيلي مقابل تجاهل مقصود لاعتراف أقوى دولة في العالم بمغربية الصحراء.
فلسطين في العيون، والعيون في الصحراء المغربية، و”الفاهم يفهم”…لكن السطحيين الآخرين يتناسون الدور الذي لعبه بيت مال القدس، ولجنة القدس، على مدى سنوات، في خدمة إخواننا الفلسطينيين؛ بل إن كثيرين نسوا أن رئيس لجنة القدس الملك محمد السادس وقف شخصيا في عز مخاطر التشرذم العربي السنة الماضية ليوقع نداء تاريخيا من أجل القدس تحت عنوان “نداء القدس”، رفقة بابا الكنيسة الكاثوليكية. وقد حمل البلاغ الذي وقع عليه البابا فرانسيس (وما أدراك ما الدور الذي يقوم به البابا في العالم) فقرة سيكون لها ما بعدها بالتأكيد، حيث أعرب الملك والبابا عن أملهما “أن تكفل داخل المدينة المقدسة حرية الولوج إلى الأماكن المقدسة، لفائدة أتباع الديانات التوحيدية الثلاث، مع ضمان حقهم في أداء شعائرهم الخاصة فيها، بما يجعل القدس الشريف تصدح بدعاء جميع المؤمنين إلى الله تعالى، خالق كل شيء، من أجل مستقبل يعم فيه السلام والأخوة كل أرجاء المعمور”.
رسالة السلام هي نفسها، لذلك كان الفلسطينيون أول مرحب بنداء أمير المؤمنين والبابا؛ لكن الآخرين كانوا يريدون الحرب والمجازر…ولمن فاتته الإشارة، فالرئيس الأمريكي المنتخب حديثا، جو بايدن، هو ثاني رئيس كاثوليكي لأمريكا، وقد بدأ عمله بتهنئة خاصة من بابا الكنيسة الذي وقع على نداء القدس رفقة الملك محمد السادس. ومن لا يعرف جو بايدن، أو يشكك في التطورات، فسيضطر حتما لمراجعة حساباته، عندما يعرف أن الرئيس الأمريكي الجديد تلقى تعليمه في مدرسة كاثوليكية، وظل وفيا لقداس الكنيسة كل أسبوع..
سواء تعلق الأمر بأمريكا أو بإسرائيل، أو بفلسطين أو بالمغرب، فإن المستقبل لن يكون إلا للسلام، ومن فاتته الإشارة عليه فقط أن يبحث عن معنى السلام في ظل إمارة المؤمنين..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..