نظم مركز الأبحاث والدراسات الأمازيغية بالريف، بتنسيق مع كل من مسلك الدراسات الأمازيغية ومختبر المجتمع وتكامل المعارف بالكلية متعددة التخصصات بالناظور، ندوة وطنية علمية حول موضوع “تدريس اللغة الأمازيغية على ضوء المستجدات القانونية والتربوية”؛ وذلك عبر تقنية google.meet .
واعتبر جواد الزوبع، أستاذ بالكلية متعددة التخصصات بالناظور ومنسق وحدة الدراسات اللغوية والثقافية ونائب المدير التنفيذي لمركز الأبحاث والدراسات الأمازيغية بالريف، أن “الندوة تندرج في سياق عمل المركز ومواكبته العلمية والفكرية لكل ما يرتبط بقضايا اللغة والثقافة الأمازيغيتين”.
وأضاف المتحدث ذاته، الذي ترأس جلستي هذا اللقاء العلمي، قائلا: “في هذا الإطار، كان لزاما القيام بقراءة لواقع تدريس هذه اللغة، خاصة بعد ما شهده الحقل التعليمي في الآونة الأخيرة من مستجدات من شأنها المساهمة في تغيير واقع عملية تدريس اللغة الأمازيغية”.
واستهلت أشغال الندوة بكلمة الإدريسي أبو عبد السلام، نائب عميد الكلية المتعددة التخصصات بالناظور، تلتها كلمة لكل من اليمني قسوح باسم مسلك الدراسات الأمازيغية، وفريد المريني عن مختبر المجتمع والخطاب وتكامل المعارف بذات الكلية، لتختتم الجلسة الافتتاحية بكلمة محمد المساوي، المدير التنفيذي للمركز، الذي أشاد ونوه، على غرار باقي الأساتذة، بأهمية هذا اللقاء في إرساء قواعد النقاش العلمي الأكاديمي. كما اعتبر هذا اللقاء العلمي محطة أساسية من أجل تطوير التنسيق بين المركز والمؤسسات الجامعية.
وافتتح الجلسة الأولى للمداخلات العلمية هشام المختاري، أستاذ التعليم الابتدائي تخصص أمازيغية بالناظور وعضو جمعية مدرسي اللغة الأمازيغية بجهة الشرق، بعرض حول “تجربة تدريس الأمازيغية في ضوء التقنيات الحديثة، مكون التواصل نموذجا”.
ومن جانبها، استعرضت حسنة بولحفة، أستاذة التعليم الابتدائي ـ تخصص أمازيغية بأكاديمية الرباط ـ سلا ـ القنيطرة، في مداخلتها المعنونة بـ “amawal g udlis n tmaziɣt, aswir amezgaru” بعض الإشكالات التي يطرحها المعجم المستعمل في الكتاب المدرسي الخاص بالمستوى الأول ابتدائي والذي من شأنه أن يشكل عائقا أمام عملية تعليم وتعلم اللغة الأمازيغية.
وفي مداخلة عبد المجيد بنحمادي، مفتش اللغة الأمازيغية بمديرية الناظور، المعنونة بـ”الأستاذ المتخصص في تدريس اللغة الأمازيغية.. إكراهات تدبيرية وبيداغوجية”، انطلق من تجربته في التأطير الميداني للأساتذة المتخصصين في تدريس اللغة الأمازيغية لتقديم بعض الإكراهات والصعوبات التدبيرية والبيداغوجية التي تعترض تجربة تدريس اللغة الأمازيغية.
أما المداخلة الرابعة التي تحمل عنوان “دور التكوين التأهيلي في إنجاح عملية تدريس اللغة الأمازيغية”، فقد تحدث فيها جمال بلحاج، الأستاذ بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بطنجة، عن سيرورة إدماج اللغة الأمازيغية في منظومة التكوين وأهميته في إنجاح عملية تدريس اللغة الأمازيغية. كما تطرق إلى طرح بعض معيقات التكوين التأهيلي في اللغة الأمازيغية، محاولا اقتراح بعض الحلول للارتقاء بجودة التكوين.
المداخلة الأخيرة من الجلسة العلمية الأولى كانت بعنوان “دراسة مقارنة في منهاج تدريس اللغة الأمازيغية بسلك التعليم الابتدائي”، تطرق فيها رشيد الغرناطي، أستاذ التعليم الابتدائي تخصص أمازيغية وعضو جمعية مدرسي اللغة الأمازيغية بجهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة، إلى تقديم قراءة في مسارات تدريس الأمازيغية منذ أن تم إدراج بعض المواد بشأن الاستئناس بها في الميثاق الوطني للتربية والتكوين، مرورا باتفاقية الشراكة بين المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ووزارة التربية الوطنية والتي أسفر عنها إعداد منهاج خاص بتدريس الأمازيغية.
أما الجلسة العلمية الثانية، فقد افتتحها جواد الزوبع، الأستاذ بالكلية متعددة التخصصات بالناظور، ليجدد ترحابه لليوم الثاني على التوالي بالحاضرين والأساتذة المتدخلين، انتقل بعدها مباشرة إلى إعطاء الانطلاقة لجلسة المداخلات العلمية التي استهلت بمداخلة تحت عنوان “تجربة تدريس اللغة الأمازيغية بالجامعة المغربية” لعبد المطلب الزيزاوي، أستاذ التعليم العالي بجامعة ابن زهر بأكادير، شعبة الأمازيغية، الذي انطلق من تجربته للحديث عن تدريس اللغة الأمازيغية بالجامعة منذ سنة 2007.
أما عبد الهادي أمحرف، أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ـ جامعة عبد المالك السعدي بتطوان فقد تقدم في مداخلته المعنونة بـ”وضعية تدريس اللغة الأمازيغية في مسالك الإجازة في التربية” بإعطاء صورة شاملة عن الوضعية الراهنة للأمازيغية في المدرسة المغربية، متسائلا عن مدى النجاح الذي حققته الدولة المغربية في إدماج هذه اللغة في منظومة التربية والتكوين بعد مرور أكثر من 17 سنة على الشروع في تجربة تدريس اللغة الأمازيغية في المدارس المغربية.
ومن جهته، تناول عبد السلام خلفي، مدير مركز البحث الديداكتيكي والبرامج البيداغوجية بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالرباط، في مداخلته التي تحمل عنوان “تدريس اللغة الأمازيغية في ضوء المستجدات التربوية”، وضع ووضعية تدريس اللغة الأمازيغية وكذا المسار الذي اتخذته منذ إدراجها سنة 2003 في منظومة التربية والتكوين.
وفي مداخلته المعنونة بـ”هندسة تكوين أساتذة اللغة الأمازيغية بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين ورهان الجودة” قام محمد اليوسفي، الأستاذ الباحث بالكلية متعددة التخصصات بالناظور، شعبة الأمازيغية، بتحليل طريقة التكوين في مجزوءة الديداكتيك من خلال عناصر التخطيط، التدبير والتقويم، وكذا جودة العرض التكويني في المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين.
أما المداخلة الأخيرة لمحمد المساوي، المدير التنفيذي لمركز الدراسات والأبحاث الأمازيغية بالريف وباحث بسلك الدكتوراه، بعنوان “أي موقع للغة الأمازيغية في المدرسة المغربية على ضوء التجربة الفنلندية في تدريس اللغات”، فقد حاول فيها استنباط واستلهام تجربة ناجحة ومتفوقة ورائدة على المستوى العالمي، من خلال تقديم موجز حول أهم مميزاتها ونقط قوتها، مع التركيز على سياستها اللغوية التربوية، لفهم آليات التدبير اللغوي في هذه التجربة ومرتكزاتها الأساسية.