بقيادة نسائية هذه المرة، يمضي سجال “رص الصفوف” داخل حزب العدالة والتنمية نحو مزيد من التأزم، حيث فتحت استقالات متوالية من التنظيم الباب أمام أخريات لإنهاء مشوار العلاقة مع الإسلاميين الذين يعيشون على وقع استئناف علاقات الرباط وتل أبيب.
ووجهت النائبة البرلمانية آمنة ماء العينين انتقادات حادة لضعف النقاش المواكب للتحولات الجارية داخل الحزب، تلتها النائبة السابقة اعتماد الزاهيدي، لتلتحق بهما يسرى ميموني، إحدى الأوجه المعروفة بطنجة وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.
وشكل توقيع العثماني بخط اليد على عودة العلاقات المغربية الإسرائيلية، صدمة كبيرة في صفوف التنظيم الإسلامي، لكن قبل ذلك سجلت عديد من الأوجه المعروفة مطالب بفتح النقاش أمام القيادة والقواعد لتبيان اللبس ووضع حد للغموض الحاصل.
وتوارت العديد من الأوجه المعروفة داخل الحزب، خصوصا المحسوبة على تيار بنكيران، ومنها خالد الرحموني وعبد العزيز أفتاتي، لتنضم إليهم أوجه نسائية عبرت عن رفضها لما يجري داخل الحزب، كما استعادت مسلسل “تجريحات سابقة” تعرضت لها.
يسرى ميموني، المستقيلة حديثا من التنظيم، قالت إن انعدام وغياب النقاش هو السبب الرئيسي في الاستقالة؛ فرغم كونها ابنة الحزب منذ مراحل سنية مبكرة، فإن ذلك لم يشفع ذلك في تقبل انتقاداتها ووجهة نظرها في عديد من القضايا الوطنية والاقليمية.
وأضافت ميموني، في حديث لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن مسلسل المضايقات انطلق منذ قضية الوزير مصطفى الرميد والضمان الاجتماعي، كما جرى رفض طلبها لتأسيس فرع للحزب بالخارج، وبعدها جاءت مسألة استئناف العلاقات المغربية الإسرائيلية.
وأشارت المستقيلة من الحزب إلى أنها تشتغل في مجال المال والأعمال والدراسة بالخارج، وبالتالي لا يمكن أن تكن العداء لأي بلد، مبدية مساندتها من داخل “البيجيدي” لخطوة الملك محمد السادس باستئناف العلاقات مع إسرائيل مستقبلا.
وأكملت ميموني تصريحها قائلة إن “المشكل الكبير هو أن المشهد الداخلي كارثي ولا يمكن لمن هو معطوب الجوف أن يصلح الخارج، والدليل هو تقبل الأعضاء لرأي بنكيران في مسألة استئناف العلاقات وهجومهم بشكل حاد عليّ، رغم أن المواقف متقاربة”.