تشهد سواحل الحسيمة على امتداد الأسابيع الماضية تزايدا لـ”قوارب الموت”، الخارجة من التراب الإقليمي صوب الديار الإسبانية، وذلك بعد هدنة دامت فترة قصيرة انصرفت فيها الأنظار صوب مدينة الفنيدق.

ومنذ يوم الإثنين الماضي، خرجت 5 قوارب من سواحل الحسيمة، تمكنت البحرية المغربية من إنقاذ بعض من ركابها، فيما وصل آخرون صوب الديار الإسبانية، وبوشرت معهم الإجراءات الروتينية.

وبات معروفا أن منطقة الحسيمة تشهد موجات هجرة سرية كبيرة، خصوصا بعد اعتقالات “حراك الريف”، إذ تتقاطر أعداد من الشبان والمفرج عنهم صوب الجنوب الإسباني طمعا في استقرار نهائي.

ووفق مصادر حقوقية من إسبانيا فقد وصل 36 مهاجرا سريا منذ يوم الإثنين الماضي، انطلقوا من الحسيمة، إلى ميناء موطريل جنوب الجارة الشمالية.

عزيز صابر، عضو منظمة ألارم فون لإنقاذ المهاجرين، اعتبر أنه منذ بداية هذا الأسبوع خرجت 5 قوارب من سواحل إقليم الحسيمة صوب إسبانيا، مسجلا أن السلطات المغربية أنقذت 3 منها.

وأضاف صابر، في تصريح لجريدة هسبريس، أن هذا الوضع قائم منذ سنة 2017، إذ أصبح شبان المنطقة مقبلين بكثرة على الهجرة، مسجلا أن إقليمي الدريوش والناظور يشهدان بدورهما موجة تدفق كبيرة.

وأردف عضو حزب النهج الديمقراطي فرع إسبانيا بأن أغلبية من يصلون إلى الديار الأجنبية يضعون طلبات اللجوء، وتطلق السلطات بعدها سراحهم من أجل الاستقرار.

واعتبر صابر أن المناطق التقليدية للهجرة أصبحت في الجنوب كذلك، من خلال جزر الكناري، التي تشهد وصول العديد من المهاجرين السريين، المنطلقين من سواحل بوجدور والعيون.

وسجل المتحدث ذاته أن عملية الترحيل أو الاستقبال تتم في ظروف عادية، باستثناء بعض الملاحظات التي يتم تسجيلها دائما، مشيرا في هذا الصدد إلى أن السلطات المغربية تتدخل للإنقاذ أكثر من الإسبانية أو الأوروبية.

وأكمل المتحدث ذاته بأن رغبة الأوروبيين هي بث بعض من الخوف لمنع تدفق المهاجرين، منبها إلى أن الحق في الهجرة يظل قائما دائما، ومن المرفوض تشجيع أي تجاوزات في حق المهاجرين.

hespress.com