الثلاثاء 9 فبراير 2021 – 05:00
لم تعد الحركة الأمازيغية تحصرُ نشاطها في العمل الثقافي أو المدني، بل بدأت تفكر في الانخراط في العمل السياسي والنقابي؛ فبعد ظهور مبادرات عدة لتأسيس أحزاب تنهل من الهوية الأمازيغية، والتحاق أعضاء “الجبهة الأمازيغية” ببعض التنظيمات الوطنية، اختارت مجموعة أخرى من الفعاليات الأمازيغية العمل النقابي.
وفي هذا الصدد، أعلنت الجامعة الوطنية للتعليم، المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، التحاق الفعاليات النقابية الأمازيغية التي اختارت “الالتحاق الجماعي” عبر ربوع الوطن بهذه النقابة القطاعية، التي شددت على أن الخطوة بعيدة عن “الاستغلال أو التوظيف السياسوي”.
ودعت النقابة سالفة الذكر، في بيان توصلت هسبريس بنسخة منه، إلى “ضرورة تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية، وتحقيق العدالة اللغوية بين اللغتين الرسميتين للبلاد، فضلا عن ضرورة جعل رأس السنة الأمازيغية عيدا وطنيا ورسميا مؤدى عنه”، مؤكدة “ضرورة رفع الحيف والتضييق الذي يتعرض له أساتذة اللغة الأمازيغية بعدد من المديريات بداية كل موسم دراسي”.
كما لفت البيان عينه الانتباه إلى “تعميم تعليم وتعلم اللغة الأمازيغية أفقيا وعموديا ليشمل كافة المتمدرسين بمختلف الأسلاك التعليمية، وتوفير الإمكانات والموارد البشرية اللازمة لتحقيق التعميم”، مطالبا كذلك بـ”إحداث مديرية مركزية تختص بتدريس الأمازيغية لغة وثقافة ضمن هيكلة وزارة التربية الوطنية”.
وأوضح محي الدين حجاج، المنسق الوطني لجبهة العمل السياسي الأمازيغي، أن “بعض الملتحقين بالاتحاد المغربي للشغل ينتمون إلى الجبهة، بجانب مجموعة من الفعاليات الأمازيغية الأخرى”، مبرزا أنه “من دعاة العمل داخل المؤسسات بصفة عامة”.
وأكد حجاج، في حديث مع هسبريس، أن “البعض يقتنع بالعمل السياسي، والبعض الآخر بالعمل النقابي، فيما يفضل آخرون الاشتغال من داخل العمل المدني أو الثقافي، كلٌ حسَب طبيعة اهتماماته، لكن الأهم يتمثل في الاشتغال داخل المؤسسات”.
وأشار الناشط السياسي إلى أن “العمل داخل النقابات يجسد تجربة جديدة للحركة الأمازيغية التي أغفلت ربما هذا المجال لمدة طويلة، لأن نقاشها كان مطلبياً أو ثقافيا أو هوياتيا، بينما غابت على المستوى النقابي، وإن حضَر فيكون عابراً فقط، ما دفع تلك الفعاليات إلى الالتحاق بالاتحاد المغربي للشغل”.