الثلاثاء 29 دجنبر 2020 – 22:21
لم تمض سوى أيام على ظهور أحد وزراء “البيجيدي” على قناة “الميادين” الإيرانية، حيث قام بمجهود كبير في التزلف لحزب الله، ضد المواقف الرسمية للمملكة، وقد كانت تلك طريقته ليظهر الجانب الانتهازي في سياسيين من هذا النوع، ولكن التملق لم يكن لينفعه بعد أن ظهر الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، أول أمس، على القناة نفسها التي تبث من بيروت، قائلا إنه “كإسلامي يجد موقف حزب العدالة والتنمية في المغرب أشد إيلاماً وأكثر خطورة من تطبيع الأنظمة”.
ولم يكتف حسن نصر الله بهذا الحد، حيث رمى كرة حركة التوحيد والإصلاح في مرمى حركة حماس، موضحا أن موقف العدالة والتنمية وحركته يجب أن تتم إدانته بشكل أكبر، وقد كانت تلك طريقته لتقطير الشمع على التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، ومن يسير في فلكهم.
من الجانب الرسمي، اتهم المغرب حزب الله بدعم مليشيات البوليساريو، لكن من الجانب الدعوي، ورغم الفرق بين الشيعة والسنة، فقد قدم حزب العدالة والتنمية وزيره قربانا لأصحاب العمائم، لكن ما لا يعرفه اللاعبون خلف حزب “المصباح”، هو أن من يعتبرون أنفسهم آل البيت، لا يمكن أن يتحركوا ضد نظام هو الآخر ترجع جذوره إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وقد لا يكون الأكثر إيلاما هو موقف حزب العدالة والتنمية من ممارسة التقية ليظهر كحزب دولة، بل هو تزلف وزير مغربي لقناة معادية لبلاده، كي يظهر خذلانا مزعوما للقضية الفلسطينية، في حين إن المغرب أصر على فرض احترام القضية الفلسطينية على الاتفاق الثلاثي بين أمريكا والمغرب واسرائيل، رغم الإغراءات.
اليوم، لقن حزب الله درسا لحزب العدالة والتنمية والمنتسبين إليه، وأظهر أن حساباته أكبر بكثير من حزب لم يكن ليكون في الحكومة لولا حصوله على العناية الكبرى التي أصرت على حماية الاختيار الديمقراطي المنصوص عليه في دستور 2011. ومن ثم، فإن الدرس الإيراني لحزب العدالة والتنمية، هو درس لأصحاب الحسابات السياسية الصغيرة، رغم أن الحساب الكبير يقول بأن جميع التنظيمات ذات المرجعية الدينية قد دخلت مرحلتها الأخيرة من التفكك، سواء هنا أو هناك، ولا مستقبل إلا للأوطان، في عالم يسوده السلام بين جميع الأديان، وتلك هي فلسفة إمارة المؤمنين التي لم يفهمها حزب العدالة والتنمية بعد.