فشل وزير الخارجية الجزائري، صبري بوقادوم، في انتزاع موقف داعم لجبهة البوليساريو الانفصالية خلال زيارة أجراها إلى دولة توغو.
وأجرى وزير الخارجية الجزائري محادثات مع نظيره التوغولي، روبرت دوسي، تناولت بحسبه “التعاون الثنائي وتعميق سنة التشاور حول المسائل الراهنة في منطقتنا، بما فيها الأوضاع في مالي والساحل وليبيا والصحراء الغربية”.
ولم تصدر توغو، التي تدعم سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية ومبادرة الحكم الذاتي، أي تعليق حول ملف الصحراء عكس ما كانت تنتظره الجزائر، إذ أشار وزير الخارجية التوغولي إلى أن زيارة بوقادوم تأتي من أجل مناقشة السلام في مالي والساحل.
وفي الصدد ذاته تضغط الجزائر من أجل إقحام ملف الصحراء المغربية ضمن أجندة اجتماع مجلس السلم والأمن الإفريقي، إذ أجرى الرئيس عبد المجيد تبون مكالمتين هاتفيتين قبل انطلاق هذا الاجتماع، مع كل من رئيس جمهورية كينيا، أوهورو كينياتا، ورئيس جمهورية جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا.
وقالت الرئاسة الجزائرية إن المكالمتين تطرقتا إلى “أهم المسائل المطروحة على جدول أعمال الاتحاد الإفريقي، خاصة مجلس السلم والأمن الذي يلتئم الثلاثاء 9 مارس 2021، على مستوى رؤساء الدول والحكومات، وهو الاجتماع الذي ستشارك فيه الجزائر بصفتها أحد أعضائه”.
ورغم أن اجتماع مجلس السلم والأمن الذي ترأسه كينيا لم يدرج ملف الصحراء ضمن جدول أعماله الذي يركز على حفظ السلام في إفريقيا ومواجهة التحديات المرتبطة بالتنمية، روج التلفزيون الجزائري أن ملف الصحراء سيطرح على طاولة المجلس الإفريقي من جديد.
وكانت الجزائر فقدت رئاسة مجلس السلم والأمن في الاتحاد الإفريقي بعدما ظلت تسيطر عليه لسنوات ووظفته في دعم جبهة البوليساريو على حساب القضايا التي تواجه القارة الإفريقية.
ويرى الموساوي العجلاوي، الأستاذ الباحث في مركز إفريقيا والشرق الأوسط للدراسات، أن النظام الجزائري يوظف دائماً نزاع الصحراء المغربية في الخطاب السياسي والدبلوماسي للعودة إلى الواجهة الإقليمية والقارية.
وأوضح العجلاوي، في تصريح لهسبريس، أن ما أثاره بوقادوم بخصوص ملف الصحراء خلال زيارته إلى توغو لم يخرج عنه أي تصريح أو حتى “تدوينة” من قبل وزارة خارجية توغو المعروفة مواقفها الداعمة لمغربية الصحراء.
وبخصوص اجتماع مجلس السلم والأمن، الثلاثاء، شدد الموساوي العجلاوي على أن الجزائر تلعب آخر أوراقها بعدما فشلت في وضع نزاع الصحراء داخل هذا المجلس على مستوى المؤسسات.
وأوضح المتحدث أن قمة نواكشوط حسمت بشكل واضح في مسألة نزاع الصحراء، إذ أكدت أن الملف لا يمكن أن يثار داخل مجلس السلم والأمن إلا على مستوى رؤساء الدول والحكومات، أي في إطار “الترويكا”.
وتهدف الجزائر، وفق المصدر ذاته، إلى دفع مجلس السلم والأمن إلى الضغط على “الترويكا الإفريقية” الحالية، لكن العجلاوي أكد أن الأمر لن يتعدى محاولة إعادة ملف الصحراء إلى الواجهة الإعلامية وتوظيفه للضغط على الأمانة العامة للأمم المتحدة من أجل إطلاق المسلسل السياسي وتعيين مبعوث أممي جديد.
وأوضح العجلاوي أن على مجلس السلم والأمن أن يركز على الإشكالات الأمنية والتهديدات الحقيقية الموجودة في منطقة القرن الإفريقي، إضافة إلى منطقة الساحل والملف الليبي، مضيفا: “في حالة طرح ملف الصحراء لوحده ضمن كل هذه التحديات فإن المجلس سيكون غير واقعي”.