انضاف رئيس مجلس الأمة الجزائري، صلاح قوجيل، إلى سرب الذين يشنون حملة العداء على المملكة، حيث قال إن المغرب يعادي بلاده، وأَن “التقارب المغربي الإسرائيلي يؤكد تشابه البلدين في احتلال أراض غيرهما”، بعتبيره المستفز.
ولم يقف المسؤول نفسه عند هذا الحد، حيث أكد في حوار مع جريدة “ليكسبريسيون” الجزائرية، أن “هناك استهدافا للجزائر من لدن المغرب، الذي يستعمل إسرائيل كفزاعة”.
ويحاول المسؤولون الجزائريون، من خلال تصريحاتهم، رمي الكرة في اتجاه المغرب، عبر الترويج للمؤامرة، في خطوة تروم إلهاء الشعب الجزائري وصرف انتباهه عن المشاكل الاجتماعية والسياسية التي تتخبط فيها البلاد.
وفي هذا الصدد أوضح عبد الفتاح الفاتيحي، الباحث في شؤون الصحراء، أن النظام الجزائري يستمر، من خلال أحد أبواقه، في الترويج لدعاية المؤامرة التي تستهدف الجزائر، في الوقت الذي يزداد الواقع الجزائري قتامة بسبب إيديولوجيا مقيتة تسيء إلى قيم الجوار.
وأضاف الباحث المغربي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن المسؤولين الجزائريين يصدرون أزمتهم الداخلية ومطالب الحراك إلى الخارج، قائلا إن “حراس هيكل النظام الجزائري ألفوا أن يرحلوا أسباب الأزمة الداخلية ومطالب الحراك الشعبي إلى عدو وهمي هو المغرب”.
وأشار الفاتيحي إلى أن المسؤولين الجزائريين، في محاولة لترجيح نظرية المؤامرة، يربطون بين المغرب وإسرائيل، معتبرين أن “قدر الجزائر مواجهة هذين العدوين الوهميين”.
وأكد الباحث ذاته أن الربط الذي تريده عصابة شنقريحة “لا يجد قبولا حتى من قبل الداخل الجزائري، وهو ما يعني أن الاحتماء بنظرية المؤامرة اختيار عقيم وسينكشف زيفه في المستقبل”.
وأضاف الفاتيحي أن المغرب ظل يتوجه إلى المستقبل، مشيرا إلى أن “سياسة اليد المدودة إلى الجزائر لا تزال مستمرة لتحقيق رهانات الشعوب المغاربية، وتوزيع الاتهامات المجانية من لدن قيادات النظام الجزائري لن تخدم الحتمية التاريخية للبلدين، سيما أنها تستهدف خلق احتقان بين شعبين يرتبطان بالكثير من قيم الأخوة”.
واعتبر المتحدث نفسه أن ترحيل مشاكل الداخل الجزائري إلى الخارج، لاسيما في اتجاه المغرب، بادعاء تهريب المخدرات أو ادعاء التوسع على حساب الصحراء أو ادعاء التنسيق ضدها مع عدو وهمي يتمثله اليوم النظام الجزائري في اتفاق استئناف المغرب للعلاقات مع إسرائيل “يكشف حجم التماهي مع تأويلات تزيد من غشاوة مقاربة الجزائر السياسية في علاقاتها الدولية، خاصة مع جارتها المملكة المغربية، التي كثيرا ما طالبتها بضرورة تطبيع العلاقات البينية”.