بعد إقدام سلطات ميدلت، بحر الأسبوع الماضي، على تشديد الإجراءات الاحترازية لمحاصرة جائحة كورونا، بعد ارتفاع عدد المصابين، يسود غضب وسط الأطر الصحية العاملة بالمستشفى الإقليمي بالمدينة ذاتها، وسط تزايد المخاوف من انتشار الفيروس في صفوف الأطباء والممرضين، بعد إصابة عدد منهم.

وتنبع مخاوف الأطر الصحية العاملة في المستشفى الإقليمي بميدلت من انتشار عدوى فيروس كورونا داخل المستشفى، وفي باقي المؤسسات الصحية بالإقليم، إلى جانب غياب “مسلك كوفيد” الخاص بالمصابين، ما يجعلهم يخالطون المرضى العاديين، محذرة من أن ذلك سيؤدي إلى تفاقم الوضع الوبائي بالإقليم.

وأوضح حسن العيوني، الكاتب المحلي للمكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للصحة، المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية، أن المشتبه في إصابتهم بفيروس كورونا الذين يقصدون مستشفى ميدلت يدخلون إليه مثل سائر المرضى، دون أن يُعرف ما إن كانوا مصابين، ما يجعل الأطر الصحية وباقي المرضى عُرضة للإصابة.

وتم تسجيل إصابتين مؤكدتين جديدتين بفيروس كورونا في صفوف الأطر الصحية من أطباء وممرضين وتقنيي الصحة في المستشفى الإقليمي بميدلت يوم أمس، ليرتفع عدد الإصابات في صفوفهم إلى تسع إصابات، حسب إفادة العيوني لهسبريس.

المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للصحة، المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية، قال إن القطاع الصحي بإقليم ميدلت “يتخبط في وضعٍ مُزرٍ”، شاجبا ما وصفه بـ”التدبير الارتجالي للأزمة من قبل المسؤولين عن القطاع”.

الهيئة النقابية ذاتها قالت إن تطبيق مقتضيات الدورية الوزارية الصادرة مطلع شهر شتنبر الجاري، والمتعلقة بتحيين بروتوكول التكفل بمرضى “كوفيد 19″، “تشوبه مجموعة من النواقص والاختلالات”، منددة بـ”عدم تفعيل للمذكرة الوزارية الصادرة شهر أبريل الماضي، بخصوص إجراءات التتبع والحماية لفائدة مهنيي الصحة والمعرضين لخطر الإصابة بمرض كوفيد”.

وذهبت النقابة ذاتها إلى القول إن هناك “تمييزا في التكفل بمرضى “كوفيد 19” ومخالطيهم”، وأوضح كاتبها المحلي في حديثه لهسبريس أن المرضى الذين يوجدون في حالة حرجة يتم توجيههم إلى مستشفى الرشيدية، “لكن كاينة وجهيّات في التكفل بهم”، وفق تعبيره.

من جهة ثانية، استغربت الهيئة النقابية المذكورة عدم وفاء المندوب بالنيابة والطبيب رئيس شبكة المؤسسات الصحية بالالتزامات التي تضمنها المحضر الموقع بين الطرفين بعد اجتماعهما يوم ثاني شتنبر الجاري، معتبرة أن ذلك “يؤكد غياب رؤية واضحة في التصدي للجائحة إقليميا”.

وفيما لم يتسنّ أخذ رأي مندوب وزارة الصحة بإقليم ميدلت، لوجود هاتفه خارج التغطية، قال المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للصحة بإقليم ميدلت إن “التدبير الارتجالي للأزمة من قبل المسؤولين عن القطاع سيؤدي لا محالة إلى انهيار المنظومة الصحية بالإقليم”.

hespress.com