في ظل الخصاص الذي تعاني منه المنظومة الصحية الوطنية، سواء على مستوى الموارد البشرية أو المؤسسات الاستشفائية والتجهيزات الطبية، وفي ظل الحاجة إلى تكثيف الرعاية الصحية في الظرفية الحالية، تم إغلاق المستشفى الإقليمي الجديد بمدينة تمارة وإفراغه من عدد من التجهيزات.

النقابة الوطنية للصحة العمومية بالصخيرات تمارة قالت إن المستشفى الإقليمي بالمدينة تمّ إفراغه من الأسرّة الاستشفائية وبعض المعدّات بقسم الإنعاش والمركّب الجراحي، وتمّ توجيهها إلى مستشْفيَيْ ابن سليمان وسلا.

وكلّف بناء وتجهيز المستشفى الإقليمي بتمارة زهاء أربعين مليار سنتيم، لكنّه ما زال مغلقا رغم انتهاء أشغال بنائه وتجهيزه منذ مدة، وهو ما حدا بالنقابة الوطنية للصحة العمومية إلى التحذير من تضرر بناية المؤسسة الصحية وإتلاف تجهيزاتها الطبية التي كلفت عشرات الملايير من المال العام لعدم استعمالها.

ودعت الهيئة النقابية المذكورة سلطات المراقبة المختصة إلى التحرك من أجل إنقاذ المستشفى الإقليمي الجديد “من العبث، وفتح تحقيق في ظروف وملابسات تأجيل وزارة الصحة لافتتاحه، مع ترتيب الجزاءات في حال ثبوت المسؤولية التقصيرية”.

حياة مشنان، نائبة الكاتب الإقليمي للنقابة الوطنية للصحة العمومية بالصخيرات تمارة، قالت إن الأطقم الطبية والتمريضية بمستشفى سيدي الحسن بتمارة كانوا ينتظرون منذ سنتين فتح المستشفى الإقليمي الجديد، بعد أن تمّ تحويل إدارة المستشفى الأول إلى المستشفى الثاني، وتم تعيين مكاتب الأطباء، ونُظمت للأطقم الصحية داخله دورات تكوينية.

وأضافت مشنان، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الأطقم الصحية العاملة في مستشفى سيدي الحسن كانت تعتقد أن المستشفى الجديد سيُفتح، واستبشرت بذلك نظرا لتوفره على معايير وشروط عمل لا تتوفر في المستشفى القديم، لكن توقعها خاب، بعدما أغلقوه وأعادوا الإدارة إلى مستشفى سيدي الحسن”.

وفي الوقت الذي لا تُعرف فيه أسباب عدم فتح أبواب المستشفى الإقليمي الجديد بتمارة رغم اكتمال بنائه وتجديده، قالت حياة مشنان إن التجهيزات الطبية المتبقية داخل هذا المستشفى، بعد نقل جزء منها إلى مستشفيات أخرى، “تحتاج على الأقل لإخضاعها إلى الصيانة، وإلا فإنها ستتعرض للتلف وتضطر الوزارة إلى صرف أموال طائلة لاقتناء تجهيزات أخرى”.

ووصفت النقابة الوطنية للصحة العمومية بالصخيرات تمارة الظروف التي يشتغل فيها مهنيو الصحة بمستشفى سيدي الحسن بـ”الكارثية”، وطالبت بتحسين ظروف عملهم، وظروف إيوائهم وإطعامهم وتنقلهم، و”التعجيل بصرف التعويضات المادية من الميزانية المرصودة بالحساب الخصوصي كوفيد-19، على غرار موظفي باقي القطاعات التي استفادت منها منذ أسابيع”.

hespress.com