الأربعاء 15 أبريل 2020 – 13:49
ثمن المكتب الجهوي للنقابة الوطنية للصحة العمومية، العضو في الفيدرالية الديمقراطية للشغل بجهة الرباط سلا القنيطرة، المجهودات التي قامت وتقوم بها الدولة من أجل الحفاظ على صحة وسلامة المواطنين، مستنكرا في الوقت نفسه “بكل أسف شديد المنطق الاستبدادي الذي يعتمده مسؤولو مندوبية الصحة بالرباط، حيث يغلب عليه طابع الزبونية والمحسوبية، ويتجلى ذلك في عدم إشراك جميع الأطر الصحية في مواجهة هذا الوباء”.
وشدد المكتب في بلاغ له، توصلت به هسبريس، على أنه تم تسجيل عدة اختلالات من طرف مسؤولي مندوبية الصحة بالرباط في تدبير وتسيير هذه الوضعية العصيبة التي تمر منها البلاد، حيث “تم استبعاد بعض الأطر الصحية وعدم إشراكها في عملية محاربة فيروس كورونا المستجد، في مقابل استنزاف كل الطاقات لبعض الأطر الصحية الأخرى بوضعها في الواجهة بصفة دائمة ومستمرة والتستر على الآخرين من ذويهم وزوجاتهم وأصحاب النفوذ داخل مندوبية الصحة بالرباط، علما أنهم استفادوا من دورات تكوينية على أساس الالتحاق والمشاركة بالتناوب، وهو الشيء الذي لم يحصل إلى حدود الآن”.
واعتبر البلاغ أن ذلك يكرس منطق المحسوبية والزبونية بممارسة الضغط على الأطر الصحية المتواجدة في الصفوف الأمامية وغض الطرف عن آخرين بعدم إشراكهم في أداء الواجب الوطني والمهني والتستر عليهم، وتكليف ممرضي التخدير والإنعاش بمهمة النقل الصحي للحالات المؤكد إصابتها بكوفيد-19، وجعل هذه العملية حكرا على هذه الفئة دون غيرها من التخصصات، وتحديد فوجين إثنين فقط في كل فوج طبيب وممرضة للتخدير والإنعاش وتقني الإسعاف مكلفين بمهمة النقل الصحي، يعملون وفق نظام الإلزامية بمعدل 24 ساعة متواصلة بالتناوب لكل منهم وهذا منذ 18 مارس 2020، وعند تعزيز هذا الطاقم بفوج ثالث بتاريخ 29/03/2020، وعوض تكليف إطار ممرض في هذا الفوج، تم تكليف مساعدة في العلاج.
كما تطرق المكتب لما اعتبره “النقص الحاصل بمندوبية الصحة بالرباط، من مستلزمات الحماية والسلامة للأطر الصحية بالأعداد الكافية كاللباس الخاص، الكمامات، القفازات الطبية، ووسائل التعقيم والتطهير الضرورية التي يشتكي العديد من مهنيي الصحة من ندرتها، مما يعرقل قيام الأطر الصحية بواجبها المهني والوطني والإنساني”.
البلاغ النقابي سجل انعدام وسائل النقل، خصوصا للأطر الصحية التي لا تملك وسيلة نقل خاصة بها والتي يتعذر عليها الوصول إلى مقرات عملها في ظل غياب وسائل النقل العمومية أثناء هذه الظروف الخاصة، خصوصا العنصر النسوي، “علما أن هذه الأطر تجد نفسها بعد انتهاء مهمتها بنقل مريض ما إلى المصالح المختصة عالقة بدون وسيلة نقل لمقر إقامتها وتقضي الساعات الطوال بالشارع العام، ويزداد الأمر تعقيدا في منتصف الليل أو في ساعات الفجر الأولى”.
وأضاف البلاغ قائلا: “بلغ عدم اكتراث مسؤولي مندوبية الصحة بالرباط والمستشفى الجهوي مولاي يوسف حدا لا يطاق، ووصل الأمر بهم إلى اتهام الأطر الصحية بأشنع الأوصاف وتوجيه استفسارات كيدية وانتقامية للتغطية على فشلهم في التدبير والتسيير؛ كما يترك مهنيو الصحة بدون وسيلة نقل بين الفندق الذي لم يستفيدوا منه إلا بعد عناء طويل ومقر العمل”، متهما مسؤولي مندوبية الصحة بالرباط وبعض موظفيها باستغلال سيارات الدولة للاستعمال الشخصي.
كما استنكر البلاغ عدم توفير الفندق للأطر الصحية العاملة في هذه الجائحة من أجل إيوائها إلا بعد معاناة ومطالب كثيرة، موردا أن هذا الفندق لا تتوفر فيه أبسط الشروط للإقامة من غياب تام للوجبات الغذائية لأزيد من 10 أيام، و”بعد ذلك تم توفير وجبة واحدة خلال 24 ساعة إلى حدود يوم الأحد 05 /04/2020 وتمت زيادة وجبة ثانية خلال 24 ساعة بعد مطالبات عديدة”.
وشدد المكتب النقابي على أن التوصيات الصادرة عن وزارة الصحة لم تحترم، وذلك بعدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة بخصوص الحماية الضرورية عند خروج المرضى المؤكد إصابتهم بكوفيد-19 من مصالح المستشفى الجهوي مولاي يوسف بالرباط نحو سيارة الإسعاف، وعدم احترام إجراءات السلامة فيما يتعلق بنزع اللباس الواقي، وذلك بسبب غياب الإجراءات التي حددتها وزارة الصحة والتجهيزات والمعقمات الكحولية اللازمة لذلك، الشيء الذي “يعتبره رئيس قطب الشؤون الإدارية بالنيابة بالمستشفى عطاء ومنة يمن بها على مهنيي الصحة وأنه قادر على حرمان الأطر الصحية من كل ذلك”.
وتطرق البلاغ لما وصفه بـ”سوء تدبير النفايات الطبية التي لها خطورة كبيرة في نقل العدوى حيث لا توجد حتى الحاويات المخصصة لوضع اللباس الذي يرتديه مهنيو الصحة المكلفون بالنقل أثناء مخالطتهم لمرضى كوفيد-19، مما قد يكون سببا في انتشار العدوى”.
وطالب المكتب الجهوي للنقابة الوطنية للصحة العمومية، العضو في الفيدرالية الديمقراطية للشغل بجهة الرباط سلا القنيطرة، الجهات المسؤولة بالتدخل العاجل من أجل الحد من الاختلالات التي تعرفها مندوبية الصحة بالرباط.