تتوالى الدّعوات المدنية لمساندة أصحاب محلّات نُهِبَت بأيت عبد الله، مِن حصن أكادير نتسكينت التقليديّ الذي يضمّ مجموعة من ممتلكات السّاكنة، مع استنكار لوضعية الأمن بالمنطقة.

وفوجئت ساكنة إدوسكا أوفلا، جماعة تومليلين بقيادة أيت عبد الله في تارودانت، أول أمس الأربعاء، بسرقة محتويات المحلّات الموجودة بحصنها، بعد اتفاق مسبق بين الساكنة يوم الثلاثاء الماضي على اللّقاء عند مدخل الحصن للاطمئنان على ممتلكاتها.

وهذه هي المرّة الثانية التي يُسرَق فيها حصن “أكادير نتسكينت”، بعد نهبِه سنة 1997، في قضية لم يعتقل فيها أيّ مشتبه فيه، رغم قيمة المسروقات من فضّة وأموال وألبسة تقليدية.

ومع تجدّد السّرقة، ترتفع أصوات محلية مطالبة السّلطة “بالتّدخّل لوَضع حدّ لمثل هذه الأفعال الإجرامية التي تتعرض لها المنطقة”، ومنبّهة إلى ما تكشف عنه هذه الشرقة من “افتقاد المنطقة للأمن”.

في هذا السياق، قال عادل أداسكو، رئيس جمعية إدوسكا للثقافة والتنشيط الفني، إنّ على المجتمع المدني بإيدوسكا “مساندة أصحاب المحلات التي تعرضت للنهب”، وأضاف أن “الحصن يحتاج إلى حارس متمرس لحراسته وحراسة المحلات التي تعتبر المخزن، أي البنك الأمازيغي حسب تراث المنطقة الذي نفتخر به”، قبل أن يتّهم “جهة” بأنّها “تريد للحصن أن لا ينظَّم حسب أعراف المنطقة منذ القدم ليكون تحت سيطرتها”.

واسترسل المتحدّث قائلا: “إنه موقف من الصعب جدا تقبله وأنت تشاهد امرأة يتيمة تذرف الدموع على محصولها الزراعي الذي سرق من غرفتها (أحانو) بأكادير نتسكينت، وتردد: (اللهم أحرق قلب من حرق قلبي واضرب الظّالمين بالظّالمين)، وأمّها مريضة طريحة الفراش، في دعاء مختلط بالدموع والصراخ”.

وذكر المُصرِّح أنّ هذا الموقف “مجرّد نقطة في بحر المعاناة التي تعرض لها الضحايا، ومنهم من اكتفى بشكايته للرّبّ العالي (…) ومنهم من ينتظر الآخرين للدفاع عن حقه، في حين يطغى الخوف على البعض الآخر من مواجهة كلام الآخرين، لذا لَم يعلن عن مسروقاته”.

واعتبر الفاعل المدنيّ أنّ “الجميع مسؤول على ما وقع داخل حصن أكادير نتسكينت”، ودعا إلى “التّكتّل للحد من هذه الأفعال الإجرامية في حق المواطن البسيط، وفي حق التراث الإنساني اللامادي”.

hespress.com