وجه البرلمان المغربي بمجلسيه رسالة مكتوبة إلى المجموعات البرلمانية في الجزائر، ردا على مراسلة الأخيرة الرئيس الأمريكي جو بايدن لمراجعة مرسوم الاعتراف بمغربية الصحراء.
وشدد البرلمان المغربي على أن خطوة نظيره الجزائري “بعيدة عن روح الأخوة التي تجمع بلدينا وشعبينا”، مشيرا إلى أن هذا الموقف “يؤكد بالملموس مدى تدخل الجزائر وهيئاتها التمثيلية في شأن داخلي لبلد جار، وفي قرارات سيادية اتخذتها دولة بإدارة مؤسساتها”.
مراسلة البرلمان المغربي التي حصلت هسبريس على نسخة منها أكدت أن تدخل البرلمان الجزائري “يخالف ما يدعيه الموقف الرسمي الجزائري من حياد مزعوم في كل ما يهم قضية وحدتنا الترابية التي هي من ثوابت أمتنا المغربية”.
وأضاف رؤساء الفرق والمجموعات البرلمانية المغربية أن مضمون رسالة البرلمانيين الجزائريين جاء “مع كامل الأسف مخالفا للشرعية الأممية، ويضرب في العمق مختلف قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ويعاكس المواقف الدولية وشرعية الأمم المتحدة التي وصفت مقترح المغرب للحكم الذاتي بالجدي وذي المصداقية، مع اعتباره إطارا ملائما لحل هذا النزاع”.
وناشد البرلمان المغربي، في مراسلته، نظيره الجزائري “استحضار ما يجمع بين الشعبين من تاريخ وإرث مشترك”، وأكد أن المملكة متمسكة دائماً بنهج عدم التدخل في الشؤون الداخلية لبلدكم الشقيق، كما هو الشأن مع باقي الدول”.
ودعا البرلمان المغربي بمجلسيه ممثلي الأمة بالجزائر إلى “العمل سويا، بمعية باقي بلدان المنطقة، من أجل بناء اتحاد مغاربي قوي، يحقق مصالح شعوبنا، ويعزز الوحدة والتضامن والتآزر، وتتعاظم في كنفه فرص النماء المقتسم بين كافة المواطنات والمواطنين المغاربيين”.
وتابع البرلمان المغربي بأن هذا الطموح المغاربي “لن يتحقق باختلاق الدويلات والنفخ في نعرات الانفصال والتعصب القصري البعيد عن ثقافتنا وحضارتنا”.
“لقد كان ومازال منتظرا منكم، كممثلين للشعب الجزائري الشقيق، استحضار كل ذلك التاريخ الطويل من النضال المشترك بين شعبينا في خندق التحرير، من أجل الاستقلال، ضد الاستعمار الذي اختلق بذور التفرقة، وافترضنا فيكم الحكمة التي تجعلكم تتفادون السقوط في فخ الاصطفاف في الصف المساند للطرح الانفصالي غير المجدي، والمدعوم، بلا وجه حق، من قبل الأوساط الرسمية في بلدكم الشقيق”، تورد المراسلة.
وعبر “ممثلو الأمة” في المغرب عن أملهم لقاء نظرائهم الجزائريين لتعميق النقاش حول هذه التطلعات المغاربية، واستشراف سبل العمل المشترك.
وكانت المجموعات البرلمانية بالمجلس الشعبي ومجلس الأمة بالجزائر دعت الرئيس بايدن إلى مراجعة قرار ترامب حول الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء، معتبرة أن إعلان ترامب “خرق للمواقف الأمريكية حول هذه القضية المصنفة لدى الأمم المتحدة كقضية تصفية استعمار”.