تعرض عبد الإله بنكيران، الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، لوابل من الانتقادات بعد إعلانه عن قطع علاقته مع عدد من “إخوانه” القياديين في الحزب، عقب مصادقة الحكومة أمس الخميس على مشروع القانون المتعلق بتقنين زراعة واستعمال القنب الهندي.

وكان بنكيران قد سارع إلى توقيع “إعلام” ساعات قليلة فقط بعد مصادقة المجلس الحكومي على مشروع القانون المذكور، أعلن فيه تجميد عضويته في حزب العدالة والتنمية، وقطع علاقته مع رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، والوزراء المنتمين إلى الحزب: مصطفى الرميد، ومحمد أمكراز، وعبد العزيز الرباح، إضافة إلى الوزير السابق لحسن الداودي.

وتدفق سيل من الانتقادات على بنكيران، سواء من منتقدي حزب العدالة والتنمية أو حتى من بعض المتعاطفين معه؛ إذ اعتبر كثير منهم أن رد فعله كان انفعاليا، مؤاخذين عليه عدم الالتزام بأخلاقيات العمل الحزبي، واحترام المساطر المتعيّن اتباعها إن هو أراد الابتعاد عن الحزب، معتبرين أن ما قام به ينمّ عن استهتار بأجهزة حزبه، فيما سخِر آخرون من كتابته لإعلان قطع علاقته مع “إخوانه” على “ورق الزبدة”.

وقال المحجوب، الذي كان عضوا في أحد فروع حزب العدالة والتنمية بالأقاليم الجنوبية، إن بنكيران “لا يملك إلا لسانه السليط وغير موثوق عن الإخوان (حركة التوحيد والإصلاح) والحزب سابقا”، معتبرا أنه “شخص عنيد جدا”، وأن ما يعيشه من عزلة الآن “سبق أن اكتوى بها سنوات قبل أن يصير بقدرة قادر أمينا عاما للحزب”.

ويبدو أن الوضع الذي يعيشه حزب العدالة والتنمية اليوم، بسبب الخلافات الداخلية التي عمّقها إعلان بنكيران تجميد عضويته وقطع علاقته مع عدد من أبرز القياديين بالحزب، أصبح يثير المخاوف حول مستقبل الأخير واحتمال تداعي أركانه، وهو ما عبّر عنه امحمد الهلالي، القيادي في حركة التوحيد والإصلاح، بالاستعانة بالآية الكريمة: “يُخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين، فاعتبروا يا أولي الأبصار”.

وارتأى عدد آخر من منتقدي بنكيران تذكيره بجملة من القرارات التي مررها عندما كان رئيسا للحكومة خلال الفترة من 2012 إلى 2016، مثل اعتماد نظام التوظيف بالتعاقد، والاقتطاع من أجور المضربين، وتحرير أسعار المحروقات، علاوة على استفادته من معاش شهري يصل إلى سبعة ملايين سنتيم.

وظل “الإعلام” الذي نشره بنكيران على صفحته في “فيسبوك” حديث الساعة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي طيلة أمس الخميس؛ فقد نفذ الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية تهديده بتجميد عضويته في الحزب في حال مصادقة المجلس الحكومي على مشروع تقنين زراعة القنب الهندي، في انتظار مغادرته نهائيا إذا صوّت نوابه على المشروع المذكور في البرلمان.

وأثار الخط الذي كتب به بنكيران “إعلام” تجميد عضويته وقطع علاقته مع “إخوانه” الوزراء، سخرية كثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي؛ إذ دعا بعضهم إلى التطوع من أجل شراء طابعة له ليجنّب القراء مشقة قراء خطه الرديء.

وسخر آخرون من كتابته على الورق الذي يلفّ فيه البقالة الزبدة، أو ورق “النيبرو” كما وصفه أحد المعلقين، بينما علق إسماعيل على الخط الذي كتب به بنكيران وعلى رد فعله على مصادقة المجلس الحكومي على تقنين زراعة القنب الهندي: “خط ركيك وأسلوب شعبوي كصاحبه”.

hespress.com