هدى .. امرأة تصلح أعطاب السيارات في سطات
صورة: هسبريس


إبراهيم الحافظون من سطات


الثلاثاء 9 مارس 2021 – 08:17

بكل نشاط وحيوية تتحرك هدى في أرجاء محلها الخاص بإصلاح السيارات بمدينة سطات، تجيب على مكالمات الزبائن وترشدهم عن بعد حول كل مشكل طارئ، تقدم التوجيهات لمساعدها، وإن اقتضى الحال تنتقل على متن سيارتها برفقته إلى مكان تعطل سيارة الزبون المفترض، فتقود السيارة بنفسها نحو محل الإصلاح بحي السلام غرب مدينة سطات بعد تحديد العطب.

هدى التربوي، شابة من مواليد 1984 بإقليم سطات، متزوجة بموظف عمومي لا علاقة له بـ”الميكانيك” وأم لطفلة، حاصلة على دبلوم في “ميكانيك السيارات” من مؤسسة التكوين بالمناصرة نواحي سطات، بدأت حياتها العملية بتدريب في شركة “بيرلي ماروك” بمدينة الدار البيضاء التي قررت الاحتفاظ بها بناء على مهاراتها في تخصصها.

هسبريس انتقلت إلى مكان اشتغال هدى بمدينة سطات. وفي تصريح لها، أبرزت أنها أول امرأة اشتغلت بشركة “بيرلي ماروك” منذ 2006، وكانت تقود الشاحنات والرافعات، وانتقلت بعد ذلك إلى شركة أخرى حيث عملت في مصلحة الاستشارة والتتبع بعد البيع، إلا أن نزاعا وقع في العمل مع مشغلها، فقررت أن تستقل بنفسها في العمل وتنشئ مشروعها الخاص.

وتقدمت هدى بالشكر إلى زوجها، مؤكدة أنها تلقى ذاتها في ميدان إصلاح السيارات الذي يعجبها، وأبرزت أنها أول امرأة تمتهن “الميكانيك” في مدينة سطات، ودعت إلى وضع الثقة في المرأة المغربية، شاكرة زبائنها الأوفياء من أطباء ومحامين وأساتذة وصحافيين الذين يثقون فيها وفي مهاراتها التي تقدمها لهم في كل ما يتعلق بميدان ميكانيك السيارات، مشيرة إلى أنها تسعى إلى تطوير مشروعها ليشمل توفير قطع السيارات وعجلاتها وغيرها من اللوازم التي يمكن توفيرها للزبائن تحت الطلب.

وحول توفيقها بين حياتها العائلية والعملية، أوضحت هدى أنها تستيقظ كل صباح وتقوم بإعداد وجبة الفطور وتحضر وجبة الغذاء مسبقا لزوجها وابنتها، ثم تغادر المنزل لإيصال ابنتها إلى المدرسة قبل أن تلتحق بمقر عملها، معتبرة أن الأمر عادي جدا لكونها ناجحة في التوفيق بين اهتمامها بالحياة الزوجية والحياة العملية في ثقة واحترام متبادل بينها وبين زبائنها الذين تجيب على مكالماتهم في أي وقت.

وعبرت هدى عن طموحها الكبير لتطوير مشروعها باعتبارها تحب مهنتها كثيرا، وتشغيل أعداد كبيرة من الشباب لانتشالهم من البطالة في سطات، كالمختصين في كهرباء السيارات والمطالة وغيرها من التخصصات، مع ضمان جميع حقوقهم، بما فيها التصريح لدى الضمان الاجتماعي، موردة أنها لم تستفد من أي دعم من أي جهة، ولا حتى المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أطلقها الملك محمد السادس.

اليوم العالمي للمرأة سطات ميكانيك السيارات هدى التربوي

hespress.com