استقبل المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، زوال أمس الأربعاء، ممثلين عن تنسيقية المناطق الأصلية لزارعة القنب الهندي “الكيف”، لتقديم جملة من المطالب والرؤى التي تضمنتها المذكرة التي سبق أن قدمتها التنسيقية إلى المؤسسة التشريعية.
اللقاء عرف مجموعة من المرافعات والمداخلات التي أجمعت على مستوى انتظارات الساكنة المحلية من مشروع القانون المتعلق بتقنين الاستعمالات الطبية والصناعية لنبتة القنب الهندي، وأحقيتهم في تنمية مستدامة مواكبة من شأنها الاستجابة لمطالب الساكنة في العيش الكريم والدفاع عن حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية العادلة.
من جانبه، أكد أعضاء المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي عن ترحيبهم بما تضمنته المذكرة وتبنيهم للطرح التنموي الشامل وأن المؤسسة بصدد تقديم تقرير سنوي مفصل عن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بمناطق زراعة الكيف، سيأخذ بعين الاعتبار كل النقاط والمطالب التي تقدمت بها تنسيقية المناطق التاريخية للكيف، معتبرين أن المنطقة تستحق تنمية شاملة مواكبة وقد آن الأوان من أجل تحقيق ذلك في ظل مقاربة شمولية تستهدف بالأساس تلك المناطق التاريخية.
وفي هذا الإطار، قال عبد الله الجوط، الناشط بباب برد، إن اللقاء انصب على نقاش سبل التنمية في المنطقة سواء تعلق الأمر بالبنية التحتية، من كهرباء وصحة وتعليم، والأمور المتعلقة بالسياسات العمومية المحلية والعدالة المجالية وتنمية المرأة القروية ومحاربة التهميش الذي تعاني منه في مناطق زراعة “الكيف”، ناهيك عن المطالبة بخلق مدن صغيرة حسب رؤية وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لعمالات وأقاليم الشمال بالمملكة.
وقال الجوط ضمن تصريح لهسبريس: “نطالب بالتنمية، ونعتبر القنب الهندي رافدا من روافد التنمية؛ فهو لوحده غير كاف بتاتا.. تأخرت كثيرا المنطقة، لأننا لم نستفد منذ عقود من التجهيزات الضرورية، وباتت في حالة يرثى لها وتعيش أزمة اقتصادية؛ وهو ما يتطلب تدارك الأمر بشكل سريع”، موضحا أن مشروع القانون المتعلق بتقنين الاستعمالات الطبية والصناعية لنبتة القنب الهندي يتطلب إعادة هيكلة الاقتصاد في المنطقة على أسس جديدة؛ وهو امتحان حقيقي للجهوية الموسعة.
وطالب الجوط بضرورة تنفيذ مشروع اقتصادي واجتماعي جريء لتنمية المنطقة، وتثمين الجانب السياحي الذي يعد رافدا من روافد التنمية بالمنطقة وجب تأهيله، داعيا كذلك إلى إحياء المواسم الثقافية لتغيير الصورة النمطية ورفع الحيف عن المنطقة.
ومن ضمن المطالب التي تقدمت بها التنسيقية أيضا ضرورة تفضيل المناطق التاريخية لزراعة الكيف قائلا: “لأن المناطق الأخرى بها السهول وما يكفي من الهضاب والمياه والتي يجب أن تحتفظ بالطابع التقليدي للفلاحة؛ فهي خزان غذائي بالنسبة إلى المغرب، بخلاف مناطق شفشاون والحسيمة التي تعرف صعوبة التضاريس وقلة الأراضي وانعدام المياه ومشكل العقارات”.