ما إن يحل موسم التساقطات المطرية والثلجية حتى تتعالى صرخات المواطنين بالقرى الجبلية النائية بإقليم أزيلال، لإثارة انتباه المسؤولين إلى هشاشة البنيات التحتية، من طرق وقناطر ومسالك، كما هو حال منطقة أيت بولي التابعة لجماعة آيت عباس الترابية بقيادة تبانت.

محمد أنفيد، واحد من ساكنة دوار آيت ملال، أوضح في تصريح لهسبريس أن سكان أزيد من عشرة دواوير تابعة لجماعة آيت بولي بإقليم أزيلال يتجرعون مرارة التنقل، خاصة أثناء فصل الشتاء، جراء وضعية قنطرتين أساسيتين (تاركاتزكاغت، وأسين واسيف) تربطان بين سبت آيت بولي وآيت ملال.

وقال أنفيد إنه من أجل الاستفادة من التلقيح مثلا يحتاج المرء بهذه الدواوير الهشة أن يتنقل ثلاث ساعات أو أكثر للوصول إلى المكان المرغوب فيه، في غياب تام لوسائل النقل، مُضيفا أن المتمدرسين بدورهم يجدون صعوبة في الوصول في الوقت المحدد إلى حجرات التمدرس في المستوى الإعدادي، في غياب حافلات النقل المدرسي، بسبب حال الطريق.

وتابع المتحدث ذاته بأن من الأسر من تعيش بدون قنينات غاز أو مؤن لمدة خمسة أيام خلال التساقطات المطرية أو الثلجية، بسبب انقطاع الطريق، وزاد: “الشاحنات التي تنقل هذه الحمولات لا تجد منفذا إلى الدواوير المعنية؛ ما يؤكد أنه المشكل الأساسي الذي تعاني منه المنطقة بالدرجة الأولى”.

من جانبه، أوضح أبلهاس الحسين، من دوار إمنيسك بآيت ملال، أن وضع القنطرتين وحالة الطريق تمنعان وسائل النقل من ولوج عدة دواوير، ما يزيد من حدة التهميش، مشيرا إلى أن “ساكنة دواوير تزكزازت وتاركا- زكاغت وآيت إغود وإمين نوكني وأنفيد وإمينيسك، وإكودن وتوالين وإخف نغير وإكنسو…كلها تتطلع إلى إصلاح القنطرتين”.

وعزا المتحدثان، في تصريحات متطابقة لجريدة هسبريس الإلكترونية، غلاء المواد الغذائية وقنينات الغاز والخضراوات، التي غالبا ما يتم جلبها من منطقة العطاوية أو من أسواق جهة بني ملال، إلى هشاشة البنية التحتية للمنطقة، حيث تمنع وضعية القنطرتين المذكورتين والمقطع الطرقي الرابط بين دواوير آيت ملال من التنقل لقضاء الحاجيات الضرورية.

ومن أجل استقاء رأيه في الموضوع، اتصلت هسبريس برئيس جماعة آيت بولي التابعة لقيادة تبانت، حيث توجد القنطرتان المعنيتان، وذلك أكثر من مرة، غير أن هاتفه ظل يرن دون إجابة.

hespress.com