تضامن سينمائي يرافق سحب المركز السينمائي المغربي للدعم الذي خصصه للمخرج هشام العسري بعد تخطيه الموعد المحدد لبدء تصوير فيلمه “كوبل سعيد”.
ودعا سينمائيون، عبر وسم بالفرنسية معناه “لنُنقذ السينما المغربية”، وزيرَ الثقافة والشباب والرياضة إلى التدخل في هذا الملف؛ لأن “دور المركز السينمائي هو دعم السينما لا إبادتُها”، متسائلين: “مَن المسؤول عن الوضع المنذر بالخطر للقطاع؟”.
وتضامن عبر الوسم منتجون ومنتجات ومخرجون ومخرجات، منددين بما أسموه “القسوة المسيئة ضد مهنيي السينما”.
وعلق المخرج هشام العسري على هذا الخبر بتوجيه “شكر كبير إلى المؤسسة الوصية على هذه الهدية، فخلال ظروف الجائحة الراهنة المركز السينمائي المغربي يريد أن نصوّر، علما أن السينما تحتضر في كل مكان، ويعاقبنا لأننا نرفض أن نصور فقط بأموال دعمه”.
وقال العسري إنه إذا لم يتفاعل الوزير الوصي على القطاع، عثمان الفردوس، فإنه سيرفع النازلة إلى ملك البلاد إذا اقتضى الأمر ذلك.
وتوصل هشام العسري برسالة من غيثة الخياط، رئيسة لجنة دعم إنتاج الأعمال السينمائية، خلال السنة الراهنة والتي تليها، تخبره فيها بوقف دعم الفيلم، بعد تلقيه 10 في المائة من المبلغ المسطَّر، مع افتراض أن يبدأ التصوير في أجل أقصاه 10 مارس الماضي.
وجاء في الرسالة أن السبب الذي برر به العسري عدم بدء التصوير، وهو البحث عن مصادر تمويل إضافية، غير كافٍ؛ لأنه “رغم الجائحة، فمعظم برامج الدعم الدولية حافظت على برنامجها”.
وقال هشام العسري، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن هذا التصرف يعكس “نوعا من التسلّط الغرائبي في هذه الأيام، وأتساءل ما دافعه؟ لأن لا مشكل لي مع المركز السينمائي المغربي، وهذا سبق أن وقع لي مع حرمان فيلمي (ضربة في الرأس) من الشطر الرابع بدون مبرّر، وعندما ذهبنا إلى القضاء، قال لنا إن اللجنة التي سحبت الشطر بدون تبرير لا وجود قانونيا لها. وتبقى أمور ضبابية مثل هذه في الميدان، ويسكت عنها المنتمون إليه بسبب الخوف.”
وأضاف العسري: “حدث هذا علما أنه مع الجائحة توقّف كل شيء. فقد قبلت لجنة الدعم الفيلم في شتنبر 2019، وبالنسبة لنا سنة 2020 كلها لا يمكن أن تُحتَسب، لأن القاعات السينمائية في العالم أسدلت ستائرها، والمنتجين الذين نتعامل معهم كانوا ينتظرون ما سيحدث وما سيستجد”.
وزاد قائلا: “لم يحذّرونا من قبل، وهنا أقول مسألة متداولة لكن لا أحد يصرح بها؛ أعرف أصدقاء مخرجين اتصلوا بهم من المركز السينمائي وقالوا لهم كونوا على علم بأنه بعد شهر أو شهرين سترسَل هذه المراسلة، حتى يغشوا ويستصدروا أي تصريح بالتصوير وكأنهم بدؤوا التصوير فعلا ولو كانوا سيبدؤون بعد 6 أشهر أو أكثر، بينما لا شيء موجود فعلا، ومن يبدأ التصوير الآن سيقع له ما يقع لمسلسلات رمضان، يبدؤون في آخر لحظة ويكون المنتوج كما يقول المغاربة: حامضا وسيئا”.
وذكر هشام العسري أنه ومنتجة عمله لمياء الشرايبي عرفا هذه المعلومة، “لكننا رفضنا أن نغش، فالفنان بالنسبة لي لا يمكن أن يكون غشاشا، لأن الأمر يتعلق بفيلم طورناه في مهرجان كان بفرنسا، وذهبنا إلى مهرجان برلين ومهرجان مراكش الأخير، وأخذنا وقتنا لإعداده، وحتى يكون تمويله مناسبا”، قبل أن يستدرك قائلا: “لا أتحدث عن المال، بل عن المبدأ: ما الذي نريد أن نفعله بالسينما في هذه البلاد؟”.
وأمام “هذا السحب الذي لا مبرر له”، يقول العسري، “لا يوجد حوار مع مدير المركز السينمائي المغربي، ورغم أن الناس لا يقولونها فهم يشتكون منه. ووصلنا إلى وزير الثقافة ولم نرَ أي رد منه، وفي آخر المطاف إذا استمر هذا سنلجأ إلى جلالة الملك، لأننا نرى تسلطا لا مبرر له من إدارة يجب أن تكون في خدمة المواطن”.
وفي تواصل لهسبريس مع رئيسة لجنة الدعم غيثة الخياط، رفضت تقديم أي توضيح حول الموضوع، قائلة: “ما أزال أفكر في كيفية التعامل مع هذا المشكل”.