قالت حنان مرشد، رئيسة منصة التنمية المستدامة في مجموعة المجمع الشريف للفوسفاط (OCP)، إن القارة الإفريقية يمكنها أن تقدم حلولا لأوروبا للمساعدة على إزالة الكربون، وأكدت أن المستقبل يعتمد على هذا التوجه للقارتين معا.

وأفادت مرشد، ضمن مقال نشرته بالإنجليزية على موقع “مجلة البرلمان” (The Parliament Magazine) التي تعنى بقضايا البرلمان الأوروبي، بأن عددا من الدراسات العلمية تصف إفريقيا بأنها المنطقة الأكثر عرضة لتغير المناخ، بحيث تعتمد طبيعة العديد من المجتمعات فيها على العوامل المتعلقة بالمناخ.

وذكرت رئيسة منصة التنمية المستدامة في مجموعة المجمع الشريف للفوسفاط أن الأمطار والجفاف يؤثران على الإنتاج الزراعي، كما يحد الفقر من قدرة القارة على التكيف، ومع ذلك فإنها مسؤولة فقط على 3 في المائة من انبعاثات الكربون عالميا، وهو دليل جلي على ضعف التصنيع.

وعلى الرغم من حاجة إفريقيا الملحة إلى النمو والتنمية، فقد انضم عدد من بلدان هذه القارة بشغف إلى حركة إزالة الكربون العالمية، وأكدت مرشد أنه “ينبغي الثناء على العديد من البلدان الإفريقية لجهودها للحد من انبعاثاتها الوطنية والتكيف مع آثار تغير المناخ بموجب اتفاقية باريس”.

وأشارت كاتبة المقال سالف الذكر إلى أن “معضلة إزالة الكربون في إفريقيا ليست صعبة كما تبدو، بحيث ينظر إليها بشكل متزايد على أنها فرصة وليست عائقا أمام النمو”.

وقالت المسؤولة في مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط إن “التخلف عن الركب فيما يتعلق بالتصنيع من شأنه أن يسمح لهذه البلدان بأن تطور الصناعات الخضراء بسرعة أكبر دون الحاجة إلى تعويض الرأسمال الصناعي المنهك”.

وفي ظل وفرة الشمس والرياح والأراضي غير المستغلة، سيكون بإمكان إفريقيا أن تقدم حلا سليما لمشاكل إزالة الكربون في أوروبا الذي وضعته كهدف في أفق سنة 2050.

وحسب مرشد، تريد أوروبا أن تسرع التحول الأخضر في العالم من خلال وضع آلية لضبط حدود الكربون ودعم صناعاتها الخضراء وخفض تكاليفها لتصبح أكثر قابلية للنمو الاقتصادي، ومن المرجح أن يتم تحويل التكلفة الإضافية الناتجة عن هذا التوجه إلى الخارج، على سبيل المثال للمزارعين الأفارقة وأصحاب الأراضي الصغيرة.

وتشدد الخبيرة المغربية على أن دول جانبي البحر الأبيض المتوسط ستستفيد من العمل معا لحل معالجة حياد الكربون، وتؤكد قائلة: “إزالة الكربون هو مستقبل إفريقيا وأوروبا في الوقت نفسه. وعلى الرغم من أن وجهات النظر مختلفة، فإنها متكاملة؛ لأن الهدف، في النهاية، هو حماية الكوكب باعتباره مسؤولية الجميع”.

وغير بعيد عن أوروبا، تقول مرشد، يوجد المغرب كبلد إفريقي يحتل المرتبة الرابعة ضمن مؤشر أداء تغير المناخ العالمي لسنة 2021 بعد السويد والمملكة المتحدة والدنمارك.

وأوردت كاتبة المقال أن “المغرب هو موطن أكبر محطة للطاقة الشمسية المركزة في العالم، كما يستضيف المغرب أكبر منتج للأسمدة الفوسفاطية وهي شركة التزمت بحياد الكربون بحلول عام 2040”.

وتختم الخبيرة المغربية قولها بأن المغرب يعد شريكا مثاليا لأوروبا للتعاون معه في نسخة موسعة من الصفقة الخضراء، التي تسعى إلى إزالة الكربون مستقبلا.

hespress.com