على الرغم من مرور أكثر من شهر ونصف الشهر على طرد السلطات الجزائرية الفلاحين المغاربة من واحة العرجة، فإن وقع صدمة القرار الجزائري ما زال يجثم على صدور سكان مدينة فجيج، في انتظار ما ستتمخض عنه الجهود التي يبذلها أبناء المدينة من أجل استرجاع “الواحة المغتصبة”.

يؤكد أحمد السهول، وهو فاعل جمعوي متتبع للموضوع، أن وقْع خبر طرد الفلاحين المشتغلين في واحة العرجة “كان جدّ مؤلم، وكانت الصدمة كبيرة للغاية، ليس فقط على المتضررين من القرار التعسفي للجارة الجزائر؛ بل إن الصدمة طالت كل سكان فجيج”.

ومنذ يوم 18 مارس الماضي، ازداد منسوب الخوف في نفوس سكان فجيج من أن تُقدم الجزائر على ضمّ مزيد من أراضي المنطقة إلى ترابها؛ ذلك أنها قضمت أجزاء أخرى من واحات فجيج في سنوات السبعينيات، قبل أن تقرر ضم واحة العرجة.

ويؤكد أحمد السهول، في تصريح لهسبريس، هذا التخوف بالقول: “الجزائر لم تراعِ إلا ولا ذمة، وما زالت مستمرة في طغيانها واستفزازاتها حيث جاءت لتغتصب واحة العرجة؛ وهو ما كان له وقع كبير على المتضررين، لأنهم وجدوا أنفسهم بين عشية وضحايا تغتصب أراضيهم ويقال لهم “ديگاج””.

وبقدر لومه للسلطات الجزائرية على ما اقترفته في حق فلاحي العرجة، انتقد السهول موقف السلطات المغربية بقوله: “من الصعب جدا أن يتقبل المرء أن تأتي دولة وتفرغك من أرضك، ودولتُك تقول لك بأن عليك أن تنفذ ما أمرتْك به سلطات الدولة الأخرى”.

وأضاف المتحدث: “كنا ننتظر على الأقل من مسؤولينا أن يطيبّوا خواطر المتضررين، وأن يطمْئنوهم على ممتلكاتهم، ويضعوها فوق رأس الدولة. كان يكفي أن يقول لهم المسؤولون: هاته الممتلكات التي ضاعت منكم نحن مسؤولون عنها؛ وهذا لن يكلف الدولة شيئا لو فعلته”.

وفيما لا يزال الفلاحون المطرودون من واحة العرجة ينتظرون ما ستقترحه عليهم الدول من تعويض عن الأضرار التي لحقت بهم، اعتبر السهول أن هؤلاء المتضررين “لا يحتاجون إلى تعويض مادي فحسب لجبر ضررهم، بل يحتاجون أيضا إلى دعم نفسي، لأنهم ضُربوا في مقتل”.

وزاد قائلا: “على الدولة أن تجتمع بهؤلاء الناس، وتستمع إليهم، وتطمْئنهم على الأقل، هذا ما نريده، أما أنْ أقول هذا هو مقدار التعويض الذي ينبغي أن يقدَّم لهم فهذا مستحيل، لأنه مهما قدَّمَت لهم فلن توفيهم حقهم كاملا.. ولكن كيفما كان الحال على الدولة أن ترسل رسائل وإشارات تؤكد أنها حريصة على ألا يضيع حقهم وأنها بجانبهم”.

وأردف المتحدث ذاته أن فجيج هي أكبر منطقة متضررة عبر الشريط الحدودي مع الجزائر في الجهة الشرقية، وأنها “منذ الستينيات وهي تقدم التضحيات على حساب أرضها”.

وتابع: “المغاربة ربما لا يعلمون بهذا، ولكن ينبغي أن يعلموا بأن أهل فجيج يؤدون الضريبة نيابة عن جميع المغاربة، عبر اقتطاع أراضيهم من طرف الجزائر، وهذا ما يجب أن يعيَه المسؤولون”، مضيفا: “لا أعرف هل نؤدي هذه الضريبة نتيجة التنازلات، أم نتيجة عدم الاهتمام بهذه المنطقة”.

وختم بالقول: “لن نقبل مرة أخرى أن تتكرر نفس المأساة في هذه المنطقة، سئمنا، تعبنا، نريد حلا مع الدولة الجزائرية.. الناس لا يمكن أن يغادروا أراضيهم هكذا.. هذه أرضنا عزيزة علينا، ولن نتنازل عن أي شبر منها”.

hespress.com