الأحد 21 يونيو 2020 – 08:00
أطقم عسكرية ومدنية مُمتزجة في المركز الاستشفائي “كوفيد-19” ببنجرير، الذي يُجمّع مرضى “كورونا” الوافدين من سبع جهات في المملكة، بُعيد قرار الدولة القاضي بنقل المصابين إلى هذه المؤسسة الصحية، إلى جانب نظيرتها في بنسليمان المتخصصة بدورها في تدبير الوباء.
تبعا لذلك، فعّلت القوات المسلحة الملكية المركز الاستشفائي المخصص لعلاج مرضى “كورونا” بدءًا من 14 يونيو المنصرم، سعيًا إلى فتح المجال بمشافي المغرب لعلاج مرضى آخرين، على اعتبار أن الإجراء يروم التسريع في عملية التخفيف التدريجي لـ”الحجر الصحي”، بالنظر إلى تطورات الوضعية الوبائية في أغلب مناطق المملكة.
تأسيسا على ذلك، جُهّزت المؤسسة الصحية في مدينة بنجرير لاستقبال قرابة 300 حالة نشطة، موزعة على ثلاثة أجنحة، تحت إشراف مباشر للطب العسكري، وبتنسيق مشترك مع نظيره المدني، إذ يسهران على التتبع اليقِظ والدائم للمرضى الذين يتابعون علاجهم في المركز الاستشفائي، بالموازاة مع توفير ظروف الإقامة الملائمة.
بنية لوجستيكية
منذ الشروع في تقديم خدماته الطبية، تمكّنت أطقم المركز الاستشفائي “كوفيد-19” لبنجرير من إزالة فيروس “كورونا” من أجساد 54 حالة تماثلت للشفاء التام، بعدما استقبل نحو 260 مريضا شُخّصت إصابتهم بالوباء، بينما مازالت بقيّة الحالات تتابع علاجها وفق البروتوكول الطبي المعتمد في البلاد.
وفي هذا الصدد، قال الليوتنان كولونيل عزيز ربايبي، طبيب في المركز الاستشفائي “كوفيد-19” لبنجرير، إن تفعيل المؤسسة الصحية يأتي “تنفيذا للتعليمات السامية للملك، بوصفه القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية”، مبرزا أن “المركز الاستشفائي متخصص في علاج مرضى فيروس كورونا المستجد”.
وأضاف الطبيب المتخصص في أمراض القلب، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “المركز يستقبل المرضى الوافدين من سبع جهات في المملكة، إذ تبلغ طاقته الإيوائية ما يقرب من 300 سرير، تتفرق على ثلاثة أجنحة”، موضحا أنه “جرى تسخير طاقم طبي وشبه طبي؛ عسكري ومدني، يضم أطباء وممرضين وأعوانا، زيادة على طاقم المصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية، والدرك الملكي، والمديرية الجهوية للصحة”.
بروتوكول صارم
بروتوكول دقيق وصارم ينهجه المركز الاستشفائي بشأن التعامل مع مصابي الوباء، يبتدئ بوصول سيارة الإسعاف التي تنقل الحالات الإيجابية، مرورا بعملية الاستقبال التي تُسجل من خلالها الأطقم جميع المعلومات التي تخصّ المريض (العمر، الجنس،…)، وصولا إلى توزيع المرضى على الأجنحة المخصصة للإقامة طيلة مدة العلاج، ويتعلق الأمر بكل من جناح “A” و”B” و”C”.
خلال عملية الاستقبال المذكورة، يراعي المركز الوضعية العائلية للمرضى، فيعمد إلى تجميع الأسر المصابة بـ”كوفيد-19″، حتى لا تحسّ العائلات بأي فرق معيشي بين المنزل والمشفى، انتهاءً بتنسيق البيانات في ملف طبي يحمل اسم المريض المعني، يتبعه مباشرة العلاج، لكن يتم إخضاع بعض المرضى لتخطيط القلب لتفادي أي مضاعفات في حالة الإصابة بأي أمراض مزمنة، إذ تكون التحاليل جاهزة في اليوم الموالي، ليتم الشروع في تطبيق العلاج.
لذلك، أوضح الليوتنان كولونيل عزيز ربايبي أن “المركز الاستشفائي يحتوي على مختبر للتحليلات الطبية ومختبر آخر لتشخيص المرض، فضلا عن جناح للعلاجات المكثفة، وآخر لتصفية الدم”، ثم زاد شارحًا: “يشتمل الطاقم الطبي على أطباء في تخصصات متعددة، مثل الأمراض التعفنية وأمراض الجهاز التنفسي وأمراض القلب، وكذا الأمراض النفسية، علاوة على طب الإنعاش”.
مرافق ترفيهية
يخضع مرضى “كورونا” في المؤسسة الصحية المخصصة لتدبير الوباء، إلى ضبط طبي دقيق، إذ تتم متابعة الوضعية الصحية لكل مريض على حدة بشكل يومي. كما يوفر المركز الاستشفائي ظروف الإقامة الملائمة لجميع الحالات الإيجابية، من خلال توفير أماكنَ الترفيه واللعب بالنسبة إلى الأطفال، وغيرها من المرافق الترفيهية التي يستفيد منها المرضى.
التدابير الوقائية الصارمة ذات الصلة بالوباء اتخذتها القوات المسلحة الملكية في مختلف مستشفياتها الميدانية العسكرية بالمغرب، سواء تعلق الأمر بالمشفى العسكري ببنسليمان أو نظيره في النواصر، إلى جانب المركز الاستشفائي “كوفيد-19″ الذي تُجمّع فيه الحالات المصابة بـ”كورونا”.
هكذا، أورد المسؤول العسكري عينه أن “المركز استقبل ما يناهز 260 حالة منذ تفعيله يوم 14 يونيو الماضي، تماثلت منها 54 للشفاء”، خاتما: “سخرت جميع الأطقم للسهر على توفير ظروف الراحة والترفيه للمصابين، وبذلك تعمل الأطقم العسكرية والمدنية جنبا إلى جنب، في جو من التعاون والتفاهم لخدمة الوافدين، تحت شعارنا الخالد: الله، الوطن، الملك”.
اندماج عسكري ومدني
المؤسسة الصحية تُدار بشكل مشترك من قبل الأطباء المدنيين والعسكريين، في إطار التدبير المشترك للجائحة خلال الأشهر المنصرمة، تفعيلا للتعليمات التي وجهها الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، إلى الجنرال دو كور دارمي عبد الفتاح الوراق، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، والجنرال دو كور دارمي محمد حرمو، قائد الدرك الملكي، ومفتش مصلحة الصحة العسكرية للقوات المسلحة الملكية الجنرال دو بريغاد محمد العبار، بتكليف الطب العسكري بشكل مشترك مع نظيره المدني بالمهمة الحساسة لمكافحة وباء “كورونا”.
وفي هذا السياق، أكد الدكتور حسن المتوب، طبيب في المندوبية الجهوية لوزارة الصحة، أن “حضوره في المركز الاستشفائي يأتي في إطار الاعتناء بمرضى كوفيد-19″، لافتا إلى أن “ظروف العمل إيجابية للغاية، نتيجة الاندماج السلس مع الفرق الطبية العسكرية”.
وأشار المسؤول الطبي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أن “التنسيق والتعاون مستمران بين الأطقم المدنية والعسكرية”، ثم استدرك بقوله: “أشكر كل المشرفين على المركز الاستشفائي الذين يسهرون على توفير ظروف العمل الملائمة ليل نهار، ما سينعكس بالإيجاب على المريض، حتى نتمكن من التغلب على الجائحة، ونخرج بذلك منتصرين على الفيروس في أقرب وقت بأقل الأضرار”.
نهج وقائي
فرق طبية مختلفة؛ مدنية وعسكرية، تسهر على توفير جميع الشروط المناسبة لعلاج المصابين بالفيروس، إلى جانب فرق شبه طبية، تتكون من الممرضين والممرضات والمساعدين، تقدم بدورها مختلف الخدمات التي من شأنها ضمان ارتياح الحالات المصابة.
[embedded content]
وتعليقا على ذلك، أوردت الممرضة الرقيب زينب هديوي، ممرضة تخدير وإنعاش في المشفى، أنها “تعمل ضمن الطاقم الطبي العسكري والمدني في المركز الاستشفائي “كوفيد-19” بمدينة بنجرير، إذ نسهر على تقديم جميع الخدمات اللازمة لتوفير الراحة للمرضى طيلة مدة العلاج”، مؤكدة أنه “تم اتخاذ جميع وسائل الوقاية والحماية للعمل في أحسن الظروف”، وخاتمة: “نبقى دائما جنودًا مجندين تحت شعارنا الخالد: الله، الوطن، الملك”.
وبالإضافة إلى المشفى العسكري في بنجرير، توجد مؤسسة صحية عسكرية أخرى في بنسليمان، عهدت إليهما مهمة احتواء وباء “كورونا”، من خلال استقبال جميع الحالات النشطة، والحالات الإيجابية الممكن اكتشافها مستقبلا، ما سيُمكّن من الرفع التدريجي لـ”الحجر الصحي”.