منذ نشوب الأزمة المغربية الإسبانية باتت فئات مختلفة من المواطنين المغاربة بالأراضي الإسبانية تبدي تخوفها من مصيرها؛ وعلى رأس هذه الفئات مئات العاملات المؤقتات الموجودات حاليا بإقليم هويلفا، اللواتي يشتغلن في حقول الفراولة.

وفي هذا الإطار يقول محمد بنعيسى، رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان، إن “التشنج الحاصل في العلاقات المغربية الإسبانية لا أعتقد سيؤثر على مصالح المغربيات العاملات في حقول الفراولة بإسبانيا، واللواتي يقدر عددهن بحوالي 15 ألف مغربية”.

ويعتبر بنعيسى، ضمن تصريح لهسبريس، أن “هناك مصالح مشتركة وعميقة بين البلدين ليس من السهولة بمكان أن يتم قطعها؛ ومنها وجود جالية مغربية تصل إلى 800 ألف مغربي ومغربية.. وهو الأمر الذي أكده بلاغ وزارة الخارجية المغربية، الذي اعتبر الخلاف مع الطبقة السياسية الإسبانية وليس مع الشعب الإسباني”.

من جانبه، عبر اتحاد صغار الفلاحين بالأندلس عن ثقته في الدبلوماسية والمفاوضات بين إسبانيا والمغرب حتى تتمكن 12600 عاملة مؤقتة تعملن في حقول الفراولة بإقليم هويلفا من العودة إلى ديارهن عند انتهاء عقودهن.

وقال الاتحاد المهني سالف الذكر إن “طريق الحياة الطبيعية في العلاقات بين البلدين سيتم استئنافها، بحيث يمكنهن العودة إلى ديارهن بدون مشاكل وبأسرع وقت ممكن”.

وحسب الاتحاد ذاته، فإنه لا بد من أن تحدث بوادر إيجابية في الأيام المقبلة وأن تفتح الدولة العلوية ممرا إنسانيا لعودة العاملات، قائلا: “بالطبع، لن نتركهن بلا مأوى، سيكون لديهن سكن وكهرباء ومياه ورعاية صحية؛ لكن إذا لم تعملن فلن تحصلن على رواتبهن. ومن ثم، يتعين عليهن السحب من مدخراتهن، والغالبية العظمى ليس لديهن أموال لأنهن أرسلنها بالفعل إلى بلدهن. إنها أزمة يجب حلها من خلال القنوات الدبلوماسية”.

جدير بالذكر أن عدد النساء المغربيات اللائي يهاجرن إلى إقليم هويلفا للعمل في حقول الفراولة يرتفع سنة تلو أخرى؛ فقد انتقل من ألفي عاملة سنة 2016 إلى 19179 في 2019، على أساس أن القطاع الفلاحي يشغل تقريبا 90 ألف شخص خلال السنة الواحدة، موزعين بين الأجانب والعمال الإسبان.

ويتركز العمل في حقول جني الفراولة خلال الفترة الممتدة من فبراير إلى يونيو كل سنة. وقد ارتفعت المساحة الزراعية المخصصة للفواكه الحمراء في هويلفا هذه السنة إلى 11700 هكتار؛ أي بزيادة قدرها 2 في المائة بالمقارنة مع الموسم المنصرم، بينما ارتفعت المساحة المخصصة للفراولة إلى 6095 هكتارا سنة 2020.

hespress.com