بين أعمال فنّية درامية وأخرى ذات طابع كوميدي، دخلت القناة الأمازيغية غمار المنافسة في شهر رمضان، لتحقيق مبدئها الذّي يرمي إلى الاهتمام بالثقافة الأمازيغية وإبراز خصوصيتها.

وراهنت القناة منذ بداية السباق الرمضاني على استقطاب نسب كبيرة من المشاهدين، من خلال إنتاجات درامية بالروافد الثلاثة للغة الأمازيغية، ومن بينها المسلسل الدرامي الكوميدي “بابا علي”، برافد تشلحيت، ومسلسل “مغرضو” برافد تاريفيت، ثم مسلسل “أمنغي ن ووشن (أو صراع الذئاب)” برافد تمازيغت؛ كما برمجت خمسة أفلام تلفزيونية، وهي “الحادث” للمخرج مصطفى أشاور، وفيلم “آش داني” لجواد الخوضي، وكذا فيلم “وردة الشوك” لمخرجه إلياس العربي، ثم فيلم “الوريث” للمخرج فريد الرگراگي، بالإضافة الى فيلم “الورثة” من إخراج لطيفة أحرار.

إنتاجات محدودة

رغم التطور الذي تعرفه الإنتاجات الأمازيغية، والتنويه الذي لاقته بعض الأعمال الدرامية الرمضانية، يعتبر المخرج والسيناريت محمد بوزاكو أنّها تظل محدودة، وأوضح في حديثه لهسبريس: “العملية الإنتاجية الدرامية تتطلب الكثير من المجهودات للوصول إلى مستويات كبيرة، لكن المتتبع للأعمال التّي تعرض ضمن السباق الرمضاني الحالي سيلاحظ أنّ مستوى هذه الإنتاجات في تحسن”.

من جهتها، ترى الباحثة في الثقافة الأمازيغية فاطمة أكنداري أنّ “المنتج الدرامي والكوميدي مازال في بدايته ولم يعرف تطورا كبيرا على مستوى الشكل والمضمون، ولم نتحرر بعد من منطق الحجاية والحكايات الأسطورية”.

وبخصوص مدى امتلاك الإنتاج الدرامي الناطق بالأمازيغية لخصوصية تميزه عن غيره من الإنتاجات المعروضة على قنوات القطب العمومي، تبرز أكنداري: “قلة قليلة من الأعمال الدرامية الأمازيغية هي التي تتوفر فيها خصوصيات تميزها عن الإنتاج الدرامي بالعامية العربية”، مطالبة بإنتاج أعمال أمازيغية ذات حمولة ثقافية والنأي عن الصور النمطية.

إكراهات الإنتاج

يعترف المخرج والسيناريست الأمازيغي بأن الإنتاج الدرامي الأمازيغي يواجه إكراهات في تدبير ميزانية الإنتاج، موضحا أن “الميزانية المرصودة لهذا الإنتاج أقل نوعا ما من تلك التي تُنتَج بها الدراما بالدارجة، وهو ما يقزّم المجهود المبذول في الإنتاج الدرامي الأمازيغي”.

وتابع بوزاكو: “نجاح عمل معين مرتبط بالميزانية المرصودة له، لكن مع الأسف الأعمال الدرامية الأمازيغية لا ترصد لها الميزانية نفسها الممنوحة للأعمال الناطقة بالعربية، رغم أنّ كل الإنتاجات تنتمي إلى الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، إلى جانب كلفة الدبلجة المكلفة جدا”.

الطرح ذاته ذهبت إليه الباحثة أكنداري، وعلقت على ذلك: “لا يمكن للإنتاج الدرامي الأمازيغي، بالنظر إلى قلته وحداثة تجربته ومحدودية الدعم الذي يحظى به، أن ينافس نظيره المنتج بالعامية العربية، حتى لو افترضنا أن المغاربة كلهم مزدوجو اللسان، أي ناطقون بالأمازيغية والعربية في آن معا”.

في مقابل ذلك، يرى السيناريت بوزاكو أن الأعمال الدرامية الأمازيغية أصبح لها جمهور خاص بها، بالرغم من اقتصار إنتاجها على شهر رمضان فقط، وأضاف: “الوتيرة الإنتاجية ليست مستمرة على طول السنة على غرار مختلف القنوات التلفزية، وهذا الواقع يؤثر سلبا على ممتهني السمعي البصري والممثلين والتقنيين الذي يشتغلون مرة واحدة في السنة”.

hespress.com