تقع بحيرة تسليت في أعالي جبال الأطلس المتوسط، وبالضبط ضواحي منطقة إملشيل التابعة إداريا لإقليم ميدلت، وهي المنطقة التي تقطنها قبائل ايت حديدو وايت عبدي، وتتميز بمناظر جد خلابة وطبيعية.

تتواجد بحيرة تسليت الشهيرة ضمن المجال الجغرافي للمنتزه الوطني للأطلس الكبير الشرقي، الذي يمتد على مساحة تقدر بـ 55252 هكتارا، وتعتبر من الفضاءات الطبيعية ذات قيمة إيكولوجية نظرا لما تحتويه من النباتات والحيوانات والطيور والأسماك، حسب إفادة حسن أعمور، من الساكنة المحلية مهتم بالسياحة الإيكولوجية.

وقال أعمور، في تصريح لهسبريس، إن “بحيرة تسليت لم تنل حظها في ما يخص التعريف والإشعار كمحطة سياحية لدى المهتمين داخل وخارج المغرب”، موضحا أن البحيرة “تزخر بمؤهلات طبيعية، ثقافية، تاريخية، من شأنها أن تساهم في التنمية الاقتصادية للساكنة المحلية، لو تم استغلالها بالشكل الصحيح”، وفق تعبيره.

من جهته، أكد سعيد بلحسن، من الساكنة المحلية لمنطقة إملشيل حيث تتواجد البحيرة، أن الموقع السياحي الإيكولوجي هذا لم ينل نصيبه من الترميم والإصلاح الذي تقوم به وزارة السياحة ووزارة الثقافة لمثل هذه المواقع، مشيرا إلى أن “البحيرة محرومة من المراحيض العمومية بجانبها ولا توجد بها مقاه وفنادق، ما يهددها مستقبلا بالتلوث نتيجة قضاء الناس حاجتهم البيولوجية في الهواء الطلق”.

وطالب المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، المسؤولين، من منتخبين جماعيين وسلطات محلية ووزراء أوصياء، بـ”التدخل من أجل جلب مستثمرين لبناء مقاه ومطاعم وفنادق بعين المكان، وإحداث مراحيض عمومية من أجل تنمية المنطقة وتحريك عجلة الاقتصاد المحلي”.

وأوضح أن “غياب مرافق عمومية بالبحيرة يجعلها منطقة عبور فقط، حيث تقضي بعض العائلات ساعات بالبحيرة وبعدها تغادر، وحتى المأكولات والمشروبات يتم جلبها من الخارج، ما يعني أن المنطقة لا تستفيد من البحيرة شيئا في الوقت الحالي”.

وتعليقا على الموضوع، كشف مصدر مسؤول، غير راغب في الكشف عن هويته للعموم، أن “البحيرة تعتبر من المواقع السياحية المميزة بإقليم ميدلت، وكانت دائما في دائرة اهتمامات عامل إقليم ميدلت المصطفى النوحي، الذي كان دائما على تواصل مباشر مع الوزارات المعنية من أجل تطوير البحيرة لتكون قبلة سياحية إيكولوجية كبيرة”.

وأضاف المصدر ذاته، في اتصال بهسبريس، أن البحيرة “ينقصها عمل كبير وإصلاحات كبيرة على الرغم من أنها لا تتطلب رؤوس أموال كبيرة”، مشيرا إلى أن “ملفها على طاولة المسؤول الأول على الإقليم الذي لم يدخر جهدا للوصول إلى حلول واقعية وناجعة من أجل مستقبل البيحرة”.

وتختلف الروايات المحلية حول تسمية “تسليت وإسلي”، وهما بحيرتان مجاورتان لبعضهما، الغالبة منها تقول بأن تسمية “تسليت وإسلي” تعود إلى الحب الذي جمع بين شاب وشابة إلا أنهما منعا من الزواج وقررا الانتحار بالارتماء في البحيرتين.

hespress.com