قال حسن بلوان، الخبير في العلاقات الدولية، إن الرسالة التي بعث بها قادة العالم إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن لدعم قضية الصحراء المغربية، تكتسي أهمية بالغة، خصوصا مع المستجدات المتسارعة التي يعرفها الملف على المستوى الوطني والإقليمي والدولي.
وأوضح بلوان، في تصريح لهسبريس، أن أهمية هذه الرسالة تكمن في طبيعة السياسيين الموقعين عليها، الذين يشغلون أو كانوا يشغلون مناصب حساسة في دولهم، واقتنعوا جميعا بأن حل النزاع المفتعل في الصحراء لا يمكن أن يكون إلا في إطار السيادة المغربية ووفق مقترح الحكم الذاتي الجسور والواقعي.
وتابع الخبير في العلاقات الدولية قائلا إن قيمة هذه الرسالة وقيمة الموقعين عليها تعكسان النجاح الدبلوماسي المغربي، الذي استطاع أن يقنع أوساطا عالمية عديدة ومؤثرة ومن مشارب متنوعة بعدالة ومشروعية القضية المغربية.
وأضاف “عموما يمكن النظر إلى هذه الرسالة التاريخية الوازنة من خلال ثلاث زوايا رئيسية”.
الزاوية الأولى تتمثل، وفق بلوان، في التوقيت، حيث أوضح أن الرسالة جاءت في زمن مفصلي تمر به قضية الصحراء المغربية، مشيرا إلى أن كل المؤشرات تظهر قرب الطي النهائي لهذا الملف، خاصة مع انخراط قوة عظمى من حجم الولايات المتحدة الأمريكية في هذه الدينامية العالمية.
والزاوية الثانية تتعلق بالشكل، حيث أوضح بلوان أن “هذه الرسالة تضمنت أسماء قادة وزعماء دوليين وازنين، فيهم رؤساء دول وحكومات ووزراء سابقون، بالإضافة إلى نواب وعمداء مدن عالمية كبرى، اقتنعوا جميعهم بعدالة القضية المغربية، والأهم من ذلك أنهم ينتمون إلى مجموعة من القارات، خاصة أوروبا وآسيا وأمريكا”.
ومن حيث المضمون، جاءت هذه الرسالة، يضيف بلوان، شاملة وواضحة، حيث ركزت على الإشادة بالقرار الأمريكي، ودعت الإدارة الجديدة إلى استثماره، والتعجيل بلعب دور حيوي في تسوية الملف في إطار السيادة المغربية، خاصة مع المشاريع التنموية الكبرى، التي عرفتها الأقاليم الصحراوية المغربية، مبرزا أن الرسالة شددت أكثر على المشاركة الواسعة لأبناء هذه الأقاليم في الانتخابات الجماعية والجهوية والبرلمانية، وانتخاب ممثليهم بكل حرية وديمقراطية، مما يدحض ويسقط ادعاءات قادة الانفصال بتمثيل الصحراويين.
وخلص الخبير في العلاقات الدولية إلى أن هذه الرسالة “جاءت في سياق دولي وإقليمي خاص، ومن الضروري أن تجد آذانا صاغية في الإدارة الجديدة، التي لا يمكن أن تضحي بتراكمات العلاقات المغربية الأمريكية، وتلتفت إلى مناورات خصوم الوحدة الترابية في الجزائر أو بعض الأصوات المعزولة في البرلمان الإسباني”.