الأحد 27 شتنبر 2020 – 08:00
تضاعفت حصيلة إصابات “كورونا” في العاصمة الاقتصادية طيلة الأسابيع الأخيرة، بسبب بروز بؤر سكانية جعلت العدوى تتفشى بين المواطنين، بعدما اقتصرت في بداية الأزمة على المعامل الصناعية فقط؛ الأمر الذي دفع السلطات المحلية إلى اتخاذ حزمة من الإجراءات الصارمة.
وفيما تُكابد الدار البيضاء لاحتواء فيروس “كوفيد-19″، نجحت مدينة طنجة في محاصرة الطارئ الصحي، إذ سجلت أمس الخميس 30 إصابة فقط، في وقت كانت “عاصمة الشمال” تتصدر “أرقام كورونا”، ما دفع بعض الفاعلين إلى الدعوة لاستلهام نموذج عاصمة البوغاز في مجال تطويق البؤر الوبائية.
وأدت تنقلات عيد الأضحى إلى تدهور الوضعية الصحية في المملكة، إذ ارتفعت مؤشرات الإصابات والوفيات بشكل كبير، ما رفع معدل العدوى في المدن، باستثناء طنجة التي منعت عمال وعاملات الوحدات الإنتاجية من السفر خارج المدينة لقضاء العطلة الدينية.
كما شدّدت السلطات المحلية إجراءات المراقبة بمداخل المدينة، من خلال منع الأشخاص غير الحاملين لورقة التنقل الاستثنائية، إلى جانب إغلاق الأحياء التي تحولت إلى بؤر وبائية، بالموازاة مع غلق الوحدات الصناعية القريبة من المناطق الموبوءة، وإخضاع السكان للتحاليل؛ ناهيك عن الالتزام الجماعي بتدابير الوقاية.
وفي هذا الصدد قال مصطفى جعا، إطار صحي في مستشفى محمد الخامس بطنجة، إن “من بين العوامل التي ساهمت في احتواء الوضعية الوبائية إنشاء السلطات المحلية مراكز تتبع الحالات العادية، وتوسيع الطاقة الاستيعابية للمراكز الأخرى، لاسيما المتعلقة بالحالات الحرجة؛ فأسهم هذا العمل الاستباقي في ضبط الحالة العامة”.
وأضاف جعا، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الأطباء، أيضا، قاموا بعمل استباقي محوري في معالجة المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد، إذ تعمد الأطر الصحية إلى إعطاء الدواء للمخالطين قبل التأكد من نتيجة التحليل المخبري”.
وأوضح الفاعل الصحي أن “الأطر الصحية قامت كذلك بالتكفل بالمصابين الذين يتابعون العلاج في المنازل حتى لا تتدهور حالتهم الصحية”، مشيرا إلى أهمية “الحواجز التي عزلت مجموعة من المناطق داخل مدينة طنجة، ما أدى إلى محدودية الحركة؛ ومن ثمة غياب الاختلاط، إلى جانب إغلاق الشواطئ”.
وشدد محدثنا على أن “التحاليل المخبرية كانت مرتفعة في عزّ تفشي وباء كورونا، إذ تصل في بعض الأحيان إلى 3000 اختبار في اليوم الواحد”، خالصاً إلى أن “الأطباء ونشطاء الجمعيات المدنية قادوا حملة تحسيسية غير رسمية بخصوص طرق الاحتياط وكيفية العلاج، جعلت المواطنين يلتزمون بالإجراءات الصحية بشكل جماعي”.