كلّ الأنظار مسلّطة على أشغال مجلس الأمن الدّولي، المقّررة يوم غد الاثنين، التي ستخصّص لقضيّة الصّحراء، بُعيد الموقف الأمريكي القاضي بالاعتراف الكّلي بمغربيّة الصّحراء، وكيف ستتعاطى الدّول المؤثّرة في أوروبا مع هذه الخطوة الأمريكية، لاسيّما بريطانيا، التي هي دولة محورية داخل مجلس الأمن.

ونقلت مصادر إعلامية أنّه من المحتمل أن يتغيّر الموقف البريطاني من قضيّة الصّحراء، إذ شجّع الموقف الأمريكي الأخير البريطانيين للخروج من المنطقة الرّمادية، وبالتّالي دعم خيار الحكم الذّاتي، وهو سيناريو من المرتقب أن يحدث تحوّلا “جذريا” في هذا النّزاع، بالنّظر إلى علاقة لندن بالنّظام الجنوب الإفريقي الدّاعم للجبهة.

ويقول المحلّل والخبير في العلاقات الدّولية عبد الفتاح الفاتحي، إنّه طبيعي جدا أن نتوقع ردود أفعال حيال الموقف الأمريكي المعترف بالسيادة المغربية على الصحراء، وطبيعي أن تكون له تداعيات هيكلية على مواقف العديد من الدول، ولاسيما موقفي البلدين اللذين يرتبطان بعلاقات ثقافية وسياسية واقتصادية عميقة.

وشدّد الخبير ذاته، في تصريح لهسبريس، على أنّ السّياق الحالي يدفع إلى طرح تساؤلات بشأن مستقبل موقف الدول الكبار، أو بالأحرى تلك لها علاقات جدلية قوية مع الولايات المتحدة الأمريكية، كما هو الحال بالنسبة لبريطانيا وجنوب إفريقيا حيال قضية الصحراء.

وأقرّ الجامعي والمتخصّص في نزاع الصّحراء، بأنّه من الوارد جدا أن تكون بريطانيا قد أخذت علما بالموقف الأمريكي، لاعتبار الصداقة بين رئيس الوزراء البريطاني جونسون، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ ومن جهة ثانية، لمحورية بريطانيا في مواكبة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وتبعا لذلك، يقول الفاتحي، “فإنه على المستوى الرّسمي لم نشهد أي اعتراض بريطاني على الموقف الأمريكي، والسكوت يفسر لصالح ما أقدمت على الولايات المتحدة الأمريكية. إذ إن السياسة الخارجية لجونسون تتوافق إلى حد بعيد مع رؤية ترامب، حيث يتوقع اصطفاف الموقف البريطاني لصالح الطرح المغربي بشكل واضح، وخاصة الانتصار لمبادرة الحكم الذاتي”.

ويتوقّع الباحث ذاته أن نشهد تأييدا بريطانيا لمبادرة الحكم الذاتي خلال مناقشات مجلس الأمن حول الصحراء، ومثل هذا التحول سيبرز جليا خلال مناقشات جلسة مجلس الأمن المرتقبة الاثنين، موردا أنّه “اعتبارا لعراقة التحالف البراغماتي بين بريطانيا وأمريكا والجنوب الإفريقي، فإنه من المحتمل الأكيد أن يتطور الموقف الجنوب الإفريقي طمعا في عوائد سياسية واقتصادية”.

واستطرد المحلل: “لا بد أن تعي جنوب إفريقيا بأن المغرب يجب أن يكون شريكا اقتصاديا بعد انطلاق العمل في إطار المنطقة الإفريقية للتجارة الحرة. لقد بدأنا نتلمس تغييرا في الموقف الإفريقي غداة رفض اقتراحها”.

hespress.com