منذ انطلاق الأزمة المغربية الإسبانية قبل أسابيع باتت عدد من الملفات القديمة تطرح من جديد من قبل متتبعين، ما يفتح إمكانية تحريك نشطاء قضية استعمال الغازات السامة من طرف إسبانيا في الريف خلال ماضيها الكولونيالي، وهو الموضوع الذي لطالما أثار الكثير من الجدل.

ويربط عدد كبير من الريفيين ارتفاع عدد حالات الإصابة بمرض السرطان بالمنطقة بما عاشته من قصف بالغازات الممنوعة دوليا آنذاك. وفي وقت يطالب نشطاء بضرورة تعويض الساكنة المصابة بالسرطان، يؤكد آخرون أن هذا التعويض يجب أن يكون فقط على فعل القصف بغازات ممنوعة دون ربطه بانتشار حالات السرطان.

وفي هذا الإطار قال شكيب الخياري، الناشط الحقوقي بالريف، إنه إلى حد الساعة ليس هنالك تحرك جدي، سواء على المستوى الوطني أو بإسبانيا، لحل ملف الغازات السامة بالريف.

وزاد الخياري ضمن تصريح لهسبريس: “هذا لا يمنع من أنه يجب البحث في الموضوع”، موصيا بأن التحركات لا يجب أن تربط بين انتشار حالات الإصابة بالسرطان والقصف بالغازات السامة بالمنطقة؛ “بل تجب المحاسبة والتعويض على فعل القصف بغازات محرمة دوليا، وهو أمر مثبت بالوثائق”، على حد قوله.

كما أوضح الحقوقي ذاته أنه “لا تجب محاسبة إسبانيا لوحدها بشأن الموضوع، بل إن الأمر يتعلق بتحالف دولي ضد الريف، كان يضم عدة دول من بينها ألمانيا التي قامت بفعل التزويد بغازات سامة ممنوعة دوليا”.

وأشار المتحدث إلى غياب مبادرات إلى يومنا، مع غياب مناقشة الموضوع، مذكرا بلقاء يعود إلى سنة 2005، تم بحضور برلمانيين كاطالانيين وجمعيات وأحزاب بالريف، تم خلاله تقديم مقترحات لطرح الموضوع بالبرلمان الإسباني.

وقال الخياري في هذا الصدد: “بالفعل كانت هناك توصيات تم نقلها وتقديم المقترح بالبرلمان الإسباني، إلا أنه لم يتم قبولها، إذ ووجهت بطلب إثبات بعض المزاعم من قبيل: هل هنالك علاقة سببية بين حالات السرطان الموجودة في الريف والغازات السامة؟”، وتابع: “ما هو علمي يجب إثباته بشكل علمي عن طريق التجارب الدقيقة”.

الموضوع سبق أن أثير بشكل رسمي حينما كان رئيس الحكومة الحالية، سعد الدين العثماني، وزيرا للخارجية والتعاون عام 2012، إذ قال إن إسبانيا مطالبة بفتح حوار حول “حرب الرّيف” وما عرفته من استعمال للغازات السامّة ضدّ سكان المنطقة المتصدّين للمدّ الكولونيالي خلال عشرينيات القرن الماضي.

وأضاف العثماني وسط الغرفة الأولى من البرلمان أن المغرب “يطالب إسبانيا بفتح حوار هادئ ومسؤول حول ملف استعمال الأسلحة الكيماوية في حرب الريف”.

وتشير العديد من الأبحاث والدراسات إلى أن إسبانيا، أمام ضراوة وقوة المقاومة في منطقة الريف شمال المغرب في عشرينيات القرن المنصرم، التي توجت بمعركة أنوال، استعملت سبلا وتقنيات دنيئة وغير مشروعة لفرض منطق احتلالها المنطقة، من قبيل استعمال الغازات السامة.

hespress.com