ما تزال مسألة التحالفات السياسية عصية عن البوح ببعض من الملامح قبيل “معركة 2021″؛ ففي وقت توافقت فيه أحزاب المعارضة على نقاط عديدة، ما تزال محاولات استمالة حزب العدالة والتنمية قائمة عبر جلسات تعقدها قيادات مختلف التنظيمات استعدادا للاستحقاقات المقبلة.
وكشف مصدر موثوق أن قادة أحزاب المعارضة بصدد التحضير لمبادرة تهدف إلى عقد لقاء جديد مع سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، في غضون الأيام القادمة، بعد لقاء سابق تمحور حول تدبير الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.
ولا يبدو التقارب بين كل من عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، ونزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، ومحمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، جديدا، فقد سبقت ذلك لقاءات مشتركة وإصدار بيان مشترك.
وأمام انحصار خيارات الأغلبية، بانكشاف الصدام الحاد بين “الأحرار” و”الاتحاديين”، يبدو “البيجيدي” أمام خيار التنسيق مع المعارضة، بحصول بعض التقارب الإيديولوجي مع حزب الاستقلال، وطي صفحة الخلاف مع “البام”، والتجربة السابقة مع “البي بي اس”.
هشام معتضد، باحث في العلوم السياسية، اعتبر أن الحسابات السياسية لحزب العدالة والتنمية رهينة بمدى تماسك قاعدته الحزبية، وقوة تماسك نخبته القيادية، موردا أن العلاقات العامة للحزب عرفت تراجعا كبيرا على حساب التذبذبات السياسية.
وقال معتضد، في تصريح لهسبريس، إن “الحزب سيكون مضطرا لتقييم تجربته السياسية مع الأغلبية من أجل تدبير تحالفاته مع أحزاب المعارضة، خاصة وأن النتائج السياسية للعمل الحكومي تبقى ضعيفة مقارنة بالبرامج الانتخابية وتطلعات المواطنين”.
وأشار معتضد إلى أن “رهان قيادة حزب العدالة والتنمية على تحالفات ظرفية مبنية على حسابات سياسوية، سيدفع تنظيماتها الداخلية إلى مزيد من الهشاشة البنيوية على مستوى القرارات السياسية الداخلية”، مضيفا أن “التحالف مع المعارضة يترجم خَنْدَقَة القرار السياسي للحزب داخل توجه فكري براغماتي”.
وأكمل معتضد تصريحه قائلا إن “خيارات تحرك حزب العدالة والتنمية جد معقدة، وستتطلب منه تنازلات كبيرة لإنجاحها، نظرا للظرفية السياسية التي تمر منها الحكومة واتساع الهوة بين مختلف تيارات الحزب، بالإضافة إلى اصطدامه بقاعدته الحزبية التي لم تعد تقبل بقرارات أفقية”.