قام المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، بنشر دراسة تم إنجازها من طرف الهيئة الوطنية للتقييم حول موضوع “مهنة الأستاذ في المغرب : على ضوء المقارنة الدولية”.
وتحدثت الدراسة على أن مباريــات توظيــف الأســاتذة في المغرب تعرف إقبــالا كبـيـرا، ففـي دجنبر 2018 ،ترشـح لهـذه المباريـات 220000 مرشـحا للتبـاري عـى 15000 منصـب، اختـير منهـم 149000 لاجتيـاز الاختبـارات الكتابيـة والشـفوية، ويتساءل التقرير، هـل يجـب أن نســتنتج مـن هـذا أن مهنـة التعليـم جذابـة؟
[embedded content]
وأن معـدل البطالـة المرتفـع جدا بـيـن الشــباب الحاملــن للشــهادات الجامعيــة العليــا 28 في المائة مــن خريجــي الكليــات حســب المندوبيــة الســامية للتخطيــط.
وقد أجريت مقابلات مع أساتذة ولجوا لمهنة التدريس، لبيان الدوافع الأساسية لاختيارهم مهنة التدريس، حيث عبر بعض الأساتذة أن الولوج كان بسبب الضرورة، وأنه بعـد الحصـول عـلى شـهادة الإجـازة، واجهو شبح البطالة، لكن التدريس كان فرصة للخلاص من هذا الشبح، ويرجع المدرسين السبب الرئيسي لإلتحاقهم بهذه المهنة إلى الظروف الإجتماعية القاهرة والقاسية.
[embedded content]
وأشارت الدراسة الميدانية إلى أن التوجه إلى التعليم بالدرجة الأولى هو الحصول على عمل قار، وأبرزت الدراسة دافعا خارجيا يتمثل في ساعات العمل والعطل المدرسية كون هذه المهنة تسمح بالتوفيق بين الحياة المهنية والحياة الأسرية، وغالبـا مـا يكـون هـذا الدافـع هـو المحفز الأساسي الـذي يدفـع النسـاء إلى اختيـار مهنـة التعليـم كما تقول الأستاذة حسب الدراسة: “هــذه الوظيفــة هــي أيضــا الأنسـب للمـرأة في، أعمـل نصـف يـوم، ولـدي الوقـت الكافي لرعايـة أطفالي وعائلتـي، بالإضافـة إلى العطـل المدرسـية”.
وأضافت الدراسة أن أغلب الدوافـع الخارجيـة تختلـف باختـاف المسـتويات التعليميــة، أســاتذة التعليــم الإبتـدائي هــم أكثـر القائليـن عـددا بهـذا النـوع مـن الحوافـر، فلفتـرة طويلـة، كان أسـاتذة هــذا الســلك التعليمــي يعينــون مــن بيـن الحاملــن لشــهادة البكالوريــا؛ مــا كان يوفــر وســيلة رسميــة للحصــول عــى شـغل، وحتـى الأسـاتذة الذيـن مـروا بالمراكـز الجهويـة لمهـن التربيــة والتكويــن بعــد حصولهــم عـلـى الإجــازة حيث يؤكــد معظمهــم، أن الحصــول عـلـى عمــل مســتقر كان هـو الحافـز الرئيسـي الـذي دفعهـم إلى اختيـار مهنـة التعليـم.
وفي نفس السياق، حسب الدراسة الميدانية هناك دوافع ذاتية لاختيـار مهنــة التدريــس إمـا بسـبب الميولات والاســتعدادات الشـخصية، أو بسـبب الاهتـام بالتعليـم، او الارتيـاح والرضـا الفكريـن، تجـد هـذه الدوافـع مصدرهـا في الجاذبيـة التـي تمرسـها هـذه المهنـة عـلى الشـخص، إمـا لأ أحـد والديـه كان مدرسـا، أو لأن مدرسـا أو أكثـر أثـر في فكـره أو مسـاره الشـخصي، وأثنـاء المقابـات، تـم التعبيـر عـن هـذه الدوافـع بالعبـارات التاليـة: “لـدي أب مـدرس، كان لـه دور مهـم في اختيـاري لهـذه المهنـة”.