لا يكاد يمر يوم واحد دون أن يروج الإعلام الرسمي الجزائري لقصص مفبركة وحروب وهمية تستهدف المس بصورة المغرب وإذكاء نار الاحتقان بين الشعبين الجارين، في خطوة يروم منها نظام العسكر إلهاء الرأي العام الجزائري عن التحديات الحقيقية التي تمر منها البلاد، خصوصا الصراعات المكشوفة في أعلى هرم السلطة.

ومر النظام الجزائري إلى السرعة القصوى في حملة العداء ضد المغرب؛ إذ لم يسبق في تاريخ العلاقات بين البلدين أن استخدمت وسائل الإعلام الرسمية بهذا الشكل المفضوح من قبل جنرالات قصر المرادية، ما دفع متتبعين كثرا إلى دعوة الدبلوماسية المغربية للاحتجاج على حالة “الإفلاس السياسي” التي وصلت إليها الحملة الدعائية، وذلك عبر استدعاء الخارجية المغربية لسفير الجزائر في الرباط.

وعرض التلفزيون الرسمي الجزائري شريط فيديو يظهر شخصين يدعيان أنهما من جنسية مغربية ويقومان بتهريب المخدرات إلى الجزائر، وهو المشهد الزائف الذي كذبه جزائريون بأنفسهم وأكدوا أن الأمر يتعلق بـ “جزائريين لا علاقة لهما بتهريب المخدرات ومعروفين لدى سكان عين الصفراء بولاية النعامة الجزائرية”.

ووصف الناشط الصحراوي مصطفى سلمى ما بثه التلفزيون الجزائري بأنه “شريط غير أخلاقي وغير قانوني يظهر شيخين قالا إنهما من جنسية مغربية، في صورة مذلة ومهينة حاطة بالكرامة الإنسانية”، مضيفا أن الشريط التلفزيوني “لا علاقة له بمهنة الصحافة ولا يبرره من شيء غير أن يكون في أعلى هرم سلطة الإعلام في الجزائر أناس مرضى فقدوا إنسانيتهم، ويريدون زرع الحقد والكراهية والعداء بين الشعوب”.

وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية التي باتت متخصصة في ترويج الأخبار الكاذبة ضد المغرب، دبجت قصاصة من وحي الخيال استناداً إلى مصادر إعلامية من جبهة البوليساريو الانفصالية جاء فيها أن “170 جنديا مغربيا تم تقديمهم للمحاكم العسكرية في المغرب بسبب رفض البعض المشاركة وفرار البعض الآخر من الحرب في الصحراء التي اندلعت في 13 نوفمبر الماضي”.

ويرى مراقبون أن المنعطف الذي دخل فيه الإعلام الجزائري الرسمي من تشويه للحقائق بطرق بليدة يستدعي احتجاج الدبلوماسية المغربية للتحذير من خطورة الأمر ووضع حد لهذه الحرب الإعلامية الرسمية الكاذبة التي يرعاها النظام الجزائري، ولو تطلب الأمر القطيعة الدبلوماسية بعدما أظهر العسكر حقيقة حقده على المملكة.

وفي العادة، لا ترد الدبلوماسية المغربية على ما يصدر عن الجار الجزائري إلا في حالات نادرة، وكان آخر استدعاء للسفير الجزائري بالرباط في يونيو الماضي عندما صدرت تصريحات خطيرة عن الناطق الرسمي باسم الرئاسة الجزائرية اعتبر فيها أن القنصل المغربي بوهران “ضابط مخابرات عين لأسباب أخرى”.

وكان رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، أكد أنه لم يؤيد أي بلد في العالم أعمال زعزعة الاستقرار التي قامت بها الجبهة الانفصالية في معبر الكركرات، باستثناء الجارة الجزائر، وشدد على أن الجزائر جندت الأجهزة الإعلامية الرسمية لنشر الأخبار الزائفة عن الوضعية في الصحراء المغربية، في إطار حملة ممنهجة يتم التصدي لها واحتواؤها عبر الصحافة الوطنية والجهاز الدبلوماسي المغربي.

hespress.com