بعد أكثر من سنة على ظهور وباء كورونا، وانشاره في كل بقاع العالم، وبعد أن حصد آلاف الأرواح، وأصاب الملايين من البشر، وخلف مأساة إنسانية في العصر الحديث، أصبح سكان البسيطة يأملون العودة إلى الحياة العادية التي اشتاقوا لها، والتي بعدتهم عنها ظروف الوباء.

وباء كورونا، الذي انطلق أول مرة من ووهان الصينية، فرض على العالم نمط حياة جديد، وأسلوبا مختلفا، فُرض فرضاً، لحماية الأفراد من انتكاسة وكارثة صحية.

والمغرب لم يكن في معزل عن هذه الظروف القاهرة، فقد جند كافة ترسانته البشرية في المنظومة الصحية للخروج من عنق الزجاجة، وتجنب انهيار المنظومة في البلاد أو خروج الأمر عن السيطرة.

فقد انخرط بعد ستة أشهر في حملة وطنية واسعة للتلقيح ضد كورونا، والتي استهدفت ملايين المواطنين والمواطنين. في البداية تعلق الأمر بمن هم في الصفوف الأمامية من أطباء وممرضين وأسرة التعليم والأمن الوطني والمؤسسات العسكرية والشبه عسكرية، إلى أن شملت الفئات المجتمعية الأخرى بمختلف الأعمار.

وإلى حدود الآن انخرط المغرب بشكل جدي في اعتماد مقاربة احترازية جديدة قائمة على “جواز التلقيح”، التي جعلت مراكز التلقيح بمختلف جهات المملكة، في الأيام الأخيرة، تشهد إقبالا مكثفا من قبل المواطنين والمواطنات، وذلك من أجل بلوغ المناعة الجماعية في أقرب وقت.

ويبدو أن المغاربة الذين لم يكونوا مقتنعين بأخذ اللقاح اقتنعوا،  بأهميته  وبضرورة الحصول على جواز التلقيح الذي سيمكنهم من الولوج إلى الأماكن العامة، والتنقل بين العمالات والأقاليم، عبر وسائل النقل الخاصة أو العمومية، وكذا السفر إلى الخارج.

وقد أكد  وزير الصحة والحماية الاجتماعية خالد آيت الطالب أمام مجلس النواب، أمس الإثنين، أن اعتماد جواز التلقيح هو تحفيز الأشخاص غير الملقحين للإسراع بتطعيم أنفسهم بعد معاينة البطء الذي شاب حملة التلقيح في الآونة الأخيرة، وأن “جواز التلقيح لم يعتمد ليكون تقييديا، بل العكس هو الصحيح، فهذه الوثيقة الرسمية ستلعب دورا محوريا في السماح للأشخاص الذين تم تلقيحهم باستئناف حياة طبيعية تقريبا “.

ومن جهته أبرز الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، السيد الطيب حمضي، أن جواز التلقيح يلعب دورا مركزيا في السماح للغالبية العظمى من المغاربة الذين تم تلقيحهم باستئناف حياة طبيعية تقريبا، في انتظار مناعة جماعية أوسع وانقضاء الجائحة، مضيفا أنه يساعد كذلك على حماية غير الملقحين أنفسهم ومحيطهم وعامة الساكنة من الخطر الذي يطرحونه.

وأضاف أن جواز التلقيح يمكن أن يكون خطوة نحو الرفع شبه الكامل للقيود في ظل شروط معينة، منها زيادة معدل تغطية تلقيح الساكنة، والتحكم أكثر في الحالة الوبائية والامتثال الواسع للإرشادات الصحية المتعلقة بالتدابير الوقائية الفردية والجماعية.
هذا ويعلق المغاربة آمالهم على أخذ جرعات التلقيح التي من شأنها أن تجعلهم قادرين على العودة إلى الحياة العادية، والتخلص من قيود الجائحة التي عمرت معهم أزيد من سنة، والتي فرضت عليهم ارتداء الكمامة والالتزام بحالة الطزوارئ الصحية التي لا زالت مستمرة لحد الآن، ورغبتهم الملحة في التنقل بكل راحة كما كان الآمر قبل كورونا.

almaghreb24.com