في نسخة ورقية، صدر أحدث عدد لأعرق المجلات العلمية المغربية “هيسبريس-تمودا”، الصادرة عن كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط.
صدر هذا العدد المخصص لأنثروبولوجيا المغارب في ثلاثة مجلدات يمكن اقتناؤها من مكتبة كلية الآداب بالرباط، كما يمكن قراءتها مجانا على الموقع الإلكتروني لمجلة هيسبريس-تمودا.
وسبق أن أتيح هذا العدد الجديد رقميا في الموقع الإلكتروني الرسمي للمجلة متم شهر نونبر من سنة 2020، إلى جانب باقي أعداد المجلة مرتبة من سنة 1921 إلى سنة 2009، ومن سنة 2010 إلى آخر عدد.
ويتضمن هذا العدد، بأقسامه الثلاثة، ملفا خاصا بعنوان “نقاشات أنثروبولوجية حول المجتمعات المغاربية.. الماضي والحاضر”، ويحوي آراء ثلاثة أجيال من الجامعيين الأنثروبولوجيين والسوسيولوجيين، نسقه الأكاديميان عُضْوا هيئة تحرير المجلة: رحمة بورقية وعمر بوم.
وجاء في التقديم أن العدد “يعود إلى النقاشات الأنثروبولوجية حول مجتمعات شمال إفريقيا، من الفترة الكولونيالية إلى الفترة ما بعد الكولونيالية، ويسلط الضوء على إسهامات الأنثروبولوجيين المحليين والغربيين الذين اختاروا مجتمعات المغرب ميدانا إثنوغرافيا للبحث”.
وأضاف التقديم أن هذا العدد يجمع أنثروبولوجيين ساهموا في المعرفة الأنثروبولوجية حول المغرب، وخصصوا مسارهم المهني للعمل الميداني، وتطوير نظريات، وإنتاج دراسات محكمة ومؤلفات عن المنطقة، كما يقصد “الانخراط في هذه المعرفة الأنثروبولوجية الأكاديمية، وتسليط الضوء على أهم الاتجاهات الأساسية في الاهتمامات الأنثروبولوجية ببلاد المغرب”.
وتحضر في هذه المجلدات، التي تتضمن دراسات باللغات الإنجليزية والعربية والفرنسية، أسماء بحثية من قبيل: حسن رشيق، ديل أيكلمان، نادية جسوس، أحمد سكوتني، عمر بوم، رحال بوبريك، رحمة بورقية، يونس الوكيلي، مهدي عليوة، ليلى بوعسرية، كاثرين آن وايلي، جاين غودمان، فاضمة أيت موس، كينيث براون، سليمة الناجي، وعبد الله حمودي.
ومن المرتقب أن تتم “هيسبريس تمودا” قرنا من صدورها في السنة الجارية (2021). وتجدر الإشارة إلى أن أعرق المجلات العلمية المغربية قد انضمت رسميا إلى قاعدة بيانات “كلاريفيت أناليتيكس”، المعيارية الدولية، في عام 2016.
ورأت مجلة “هيسبريس” النور عام 1921، وكان الهدف من إنشائها “كشف الستار عن خبايا المجتمع المغربي المحمي”، وحمَلَت اسم “هيسبريس” الذي كان يعني “المغرب” قديما عند الإغريق، وفق المؤرّخ إبراهيم بوطالب.
وانصهرت بعد ذلك هذه المجلة التي أنشأها الفرنسيون في الرباط، مع مجلة “تمودا” التي أنشأها الإسبان في تطوان، فأضحى اسمها “هيسبريس-تمودا”، قبل أن ينتقل بها المؤرّخ المغربي الراحل جرمان عيّاش من “عهد الحماية إلى عهد السيادة الوطنية المسترجعة”، وفق نص للأكاديمي إبراهيم بوطالب الذي أشرف عليها بعد ذلك.