دعا خالد آيت الطالب، وزير الصحة، إلى عدم التراخي في إجراءات مواجهة الحائجة لأن العالم يعرف فصيلة جديدة من كورونا، وأعرب عن مخاوفه من دخول هذا النوع الجديد من الفيروس إلى المغرب وقدرته على الانتشار السريع.
وأكد وزير الصحة المغربي ضمن جواب بمجلس المستشارين، الثلاثاء، أن المغرب مقبل على عملية تطعيم واسعة النطاق يجب أن تكون في ظروف ملائمة، مشيرا إلى أن هذا الأمر دفع السلطات إلى الرفع من الإجراءات الاحترازية، واستهداف أزيد من 80 في المائة من الساكنة خلال 12 أسبوعا.
ونبه آيت الطالب إلى أنه بعد الرفع التدريجي للحجر، حدثت انتكاسة؛ حيث تم تسجيل 80 في المائة من الحالات المصابة بفيروس كورونا المستجد بين شهري غشت وأكتوبر، مرجعا ذلك إلى التراخي الذي تزامن مع العطلة الصيفية وعيد الأضحى.
ونبه المسؤول الحكومي إلى أن عواقب الانتكاسة تم تسجيلها فيما بعد، الأمر الذي دفع الوزارة إلى فتح التحاليل للقطاع الخاص بسبب الضغط الكبير الذي عرفه القطاع العام، موضحا أن “نسبة التحاليل المخبرية تراجعت لأننا وصلنا إلى مرحلة تشخيص المرض، والمؤشرات المعتمدة هي الوفيات والحالات الحرجة التي تراجعت في المغرب”.
واعتبر المسؤول الحكومي أن “من بين ما تراهن عليه المملكة هو الحملة الوطنية للتلقيح واسعة النطاق وغير المسبوقة، التي طالب الملك محمد السادس بمجانتيها للمغاربة بهدف تأمين تغطيتهم بلقاح كوسيلة ملائمة للتحصين ضد فيروس كورونا والتحكم في انتشاره”، مضيفا أن عملية التطعيم ستنطلق خلال الأيام المقبلة عبر استراتيجية محكمة.
وفي هذا الصدد، أكد وزير الصحة أن الوزارة تضع اللمسات الأخيرة لهذه الحملة الوطنية، سواء على المستوى الصحي أو اللوجستيكي.
وفي مقابل تأكيد الوزير آيت أن فيروس كورونا لا يعترف بمدى قوة المنظومات الصحية للدول، فحتى الدول الأوروبية التي تتفوق على المغرب في هذا الإطار عانت بشكل كبير وشارفت أنظمتها الصحية على الانهيار، أكد أن المنظومة المغربية عانت من الاستنزاف والضغط على الموارد البشرية بسبب ارتفاع الحالات الناتجة عن البؤر التي شهدتها عدد من الحواضر.
وسبق أن كشف آيت الطالب أن عملية التلقيح ستشمل 25 مليون مواطن مغربي، كما أشار إلى الاستعدادات الجارية لانطلاق الحملة الوطنية للتلقيح، التي بلغت مراحل جد متقدمة، توجت بإجراء تداريب ميدانية عمت كل المحطات المعدة لاحتضان عملية التلقيح، بهدف تدريب الأطر المعبأة في هذه العملية وتفادي العوائق التي قد تحدث خلال التنزيل الفعلي للبرنامج الوطني للحملة.