تعيش مدينة وزان أيام التخفيف وسط حالة من التسيب ومظاهر غير مقبولة في ظل جائحة فيروس كورونا؛ ففي الوقت الذي يواصل فيه الإقليم حصد مزيد من حالات الإصابات المؤكدة، تشهد عملية إنجاز التحاليل المخبرية على مستوى مختبر البيولوجيا الجزيئية بمدينة تطوان تأخرا غير مفهوم.

إقبال كبير على المقاهي، شوارع ممتلئة ومكتظة، وكمامات غائبة؛ لا شيء يوحي بأن الفيروس قد وصل إلى المدينة الجبلية سوى مكبر صوت يتعالى بعد السادسة من مساء كل يوم من أمام مقر المجلس الجماعي، على متن سيارة خاصة، محذرا الساكنة من خطورة الوضع وضرورة الالتزام بتدابير السلامة ومعايير الوقاية.

وسط وزان يخيل للمرء أن جائحة كورونا “مجرد مؤامرة”؛ فالكمامات غائبة لأسباب متعددة أولها العناد، والتباعد الجسدي لا وجود له، والتهور والاستهانة بالوباء يطبعان لعبة القط والفأر بين ممثلي السلطات والمواطن العنيد.

حالة فريدة لشاب أربعيني بإحدى المقاهي وسط المدينة وهو يجاهر بعدم تقبله لفكرة فيروس كورونا، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه في تواصل مع أحد معارفه الذي قيل إنه حامل للفيروس ويقضي فترة الحجر الصحي بجناح العزل والتكفل دون أعراض أو مشاكل، موردا: “أنا مخالط له وأنا بخير”، الأمر الذي زرع الرعب في رواد المقهى؛ إذ سرعان ما قام النادل برش المطهر في كل أرجاء المكان الذي كان يتخذه لرشف فنجان قهوة سادة.

بالموازاة مع كل ما سبق، استهجنت مصادر صحية في حديث لهسبريس بطء إنجاز التحاليل المخبرية، مؤكدة أن نتائج بعض العينات تتأخر لأزيد من 6 أيام قبل ظهورها، معطية المثال بحالة بائع الوجبات السريعة الذي تأكدت إصابته بـ”كوفيد-19″ في فاتح يوليوز الجاري في وقت أرسلت العينات إلى المختبر في الـ 25 من يونيو المنصرم، وهو ما يعني أن المصاب كان يقدم سندويشات بطعم “كوفيد” طيلة هذه الفترة.

وفي هذا الصدد، قال محمد مرغاد، فاعل حقوقي من أبناء المدينة، إن الوضع الوبائي لفيروس كورونا بالمدينة والإقليم غير واضح وغير دقيق في ظل غياب مخاطب رسمي، إلى جانب تداول معطيات على مواقع التواصل الاجتماعي، تصيب تارة وتخيب أحيانا كثيرة، لا تخلو من حملات تشهير وانتهاكات للخصوصية.

وأكد المتحدث في تصريح لهسبريس وجود ارتباك في تتبع المخالطين، وبطء في صدور نتائج التحاليل المخبرية المرسلة إلى مختبر البيولوجيا الجزيئية بتطوان، مستنكرا في هذا الصدد افتقار المشفى الإقليمي إلى طبيب مختص في البيولوجيا منذ أكثر من 4 سنوات، الشيء الذي ضيع على الإقليم فرصة التوفر على مختبر متخصص يلبي ارتفاع الطلب على تحاليل “كوفيد-19” لساكنة تقدر 345 ألف نسمة.

وطالب الفاعل الحقوقي ذاته السلطات الإقليمية والجهات المختصة بالتعامل بحزم وعدم التراخي، تفاديا لما لا تحمد عقباه، بهدف الخروج من هذه الأزمة بأقل الخسائر، منوها بمجهودات كافة المتدخلين منذ بداية الجائحة.

hespress.com