تواصل وسائل الإعلام الإيبيرية إحراج أرانشا غونزاليس لايا، وزيرة الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسبانية، بشأن انتقادات المغرب لاستقبال زعيم جبهة “البوليساريو”.

ومن جديد، رفضت أرانشا غونزاليس لايا، أمس الثلاثاء، الرد على أسئلة الصحافة بشأن البلاغ الصادر عن الخارجية المغربية وردود الفعل الغاضبة من قبل مكونات البرلمان المغربي بخصوص استقبال زعيم جبهة “البوليساريو” بهوية مزورة.

وقالت وزيرة الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسبانية، في ندوة صحافية: “في هذا الشأن لن أضيف أي شيء”، قبل أن تشير إلى أن “إسبانيا على اتصال دائم بالسلطات المغربية من السلطة التقديرية، ولن تفعل ذلك علنا”.

وعلى الرغم من تهديد المغرب بمراجعة الشراكة مع مدريد، فإن وزيرة الخارجية الإسبانية كررت نفس ما قالته سابقا، وأكدت أن “المغرب شريك له أولوية، وأن العلاقات معه جيدة، على الرغم من استقبال زعيم “البوليساريو” لأسباب إنسانية”.

واستغربت وسائل إعلام إسبانية من تصريحات أرانشا غونزاليس لايا، والتي تأتي في وقت اعتبرت فيه الرباط أن هذا الفعل “خطير ويخالف روح الشراكة وحسن الجوار”.

وكانت وزيرة الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسبانية صرحت، قبل أيام، بأنه “ليس لدينا ما نضيفه حتى الآن” بشأن إخطار المغرب حول أسباب استقبال زعيم “البوليساريو” على الأراضي الإسبانية، وذلك ردا على بلاغ وزارة الشؤون الخارجية المغربية شديد اللهجة.

وتتواصل ردود الفعل الغاضبة في المغرب، حيث يقود قادة الأحزاب السياسية الكبرى لقاءات ومشاورات مع زعماء الأحزاب الإسبانية ووسائل الإعلام الإيبيرية لتوضيح خطورة استقبال زعيم جبهة “البوليساريو” على العلاقات التاريخية بين المغرب وإسبانيا.

وكانت صحيفة “إلباييس” الإسبانية كشفت أن بداية القصة تعود إلى الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الجزائري إلى مدريد، في 29 مارس الماضي، ليطلب علاج “الرئيس المعرّض للموت”.

وعلى الرغم من رفض طلب السلطات الجزائرية من لدن فرناندو غراندي مارلاسكا، وزير الداخلية الإسباني، فإن مدريد منحت غالي الضوء الأخضر “لدواعٍ إنسانية”، وفق المصادر الدبلوماسية الخاصة بـ”إلباييس”، التي لفتت الانتباه إلى رفض ألمانيا طلبا مماثلا.

وأورد المنبر الإعلامي أن إبراهيم غالي وصل إلى الأراضي الإسبانية يوم 18 أبريل الفائت على متن طائرة طبية تابعة للرئاسة الجزائرية، بجواز سفر مزور، حطت تحديدا بقاعدة سرقسطة الجوية، ثم نقل إلى مستشفى “سان بيدرو دي لوغرونيو” تحت حراسة مشددة توفرها الشرطة.

وذكرت الصحيفة أن وزيرة الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسبانية خططت لاطلاع نظيرها المغربي على تفاصيل الحدث؛ لكن تسريب الخبر إلى الصحافة حال دون ذلك، مشيرة إلى وجود محادثات سياسية بين البلدين لتفسير ما وقع.

hespress.com