صعدت الحكومة الإسبانية لهجتها بخصوص أزمة تدفق مئات المهاجرين غير النظاميين إلى سبتة المحتلة؛ فقد اتهمت وزيرة الدفاع الإسبانية مارغريتا روبلز، اليوم الخميس، المغرب بـ”ابتزاز” بلادها “وانتهاك أعراف القانون الدولي”.

وقالت وزيرة الدفاع الإسبانية إن بلادها “لن تقبل الابتزاز على الحدود مع سبتة أو التشكيك في السلامة الإقليمية للأراضي الإسبانية”، وفق تعبيرها، مضيفة أن “سلامة إسبانيا غير قابلة للتفاوض، وسنستخدم كل الوسائل اللازمة لضمان وحدة الأراضي ومراقبة الحدود”.

ويعتبر تصريح وزيرة الدفاع الإسبانية تصعيدا جديدا تجاه ملف سبتة ومليلية المحتلتين؛ وذلك بعد الخطوة الاستفزازية التي قام بها رئيس الحكومة الإسبانية من خلال زيارته إلى سبتة المحتلة ودعوته كذلك للملك فيليبي السادس من أجل القيام بزيارة الثغر المحتل.

واعتبرت وزيرة الدفاع الإسبانية، في تصريح صحافي اليوم، أن “ما فعله المغرب برمي القاصرين هو أمر بالغ الخطورة من وجهة نظر القانون الدولي”، مشيرة إلى أن “الهجوم على سبتة هو اعتداء على إسبانيا والاتحاد الأوروبي”.

وأردفت المسؤولة ذاتها قائلة: “مع إسبانيا لن يكونوا قادرين على ابتزازنا”، وزادت أن “المغرب بلد صديق وجار؛ لكن عليه إعادة النظر في ما فعله”.

ولم يعلن المغرب عن أي موقف رسمي بخصوص تداعيات أزمة المهاجرين غير النظاميين في المعبر الحدودي البحري لسبتة المحتلة، فيما لمح وزير الدولة لحقوق الإنسان والعلاقات مع البرلمان إلى أن هذا الحادث جاء ردا على استقبال إسبانيا لإبراهيم غالي.

وقال المسؤول الحكومي المغربي محذرا إسبانيا: إن “من حق المغرب أن يمد رجله، لتعرف حجم معاناته من أجل حسن الجوار، وثمن ذلك، وتعرف أيضا أن ثمن الاستهانة به غال جدا، فتراجع نفسها وسياستها وعلاقاتها، وتحسب لجارها ما ينبغي أن يحسب له، وتحترم حقوقه عليها، كما يرعى حقوقها عليه”.

من جانبها، أكدت كريمة بنيعيش، سفيرة المملكة المغربية في إسبانيا، في تصريح صحافي سابق: “في العلاقات بين الدول، هناك أفعال لها عواقب يجب تحملها”، في إشارة إلى قرار إسبانيا تقديم الرعاية الطبية لزعيم جبهة “البوليساريو” وعدم تقديم أجوبة مقنعة بعد ذلك.

وأضافت السفيرة المغربية أن هناك “مواقف لا يمكن قبولها”، وشددت على أن “العلاقات بين الدول المجاورة والأصدقاء يجب أن تقوم على أساس الثقة المتبادلة التي يجب العمل عليها ورعايتها”.

ويأتي تصعيد الحكومة الإسبانية لهجتها تجاه المغرب بعد الانتقادات الكبيرة التي تواجهها على مستوى الداخل وصلت إلى حد مطالبتها بتقديم استقالتها، بسبب سوء تدبير ملف العلاقات مع جار شريك وإستراتيجي.

وأرجع بابلو كاسادو، زعيم الحزب الشعبي الإسباني، المشاكل التي تتخبط فيها سبتة إلى تراكم “الأخطاء الدبلوماسية” للحكومة المركزية بمدريد منذ فوز الحزب الاشتراكي بالانتخابات التشريعية؛ وهو ما أفضى إلى “الأزمات” التي يعيشها الثغر المحتل، بحسبه.

hespress.com