جرى اليوم الأربعاء في القنيطرة افتتاح النسخة الرابعة للمهرجان الدولي للفواكه الحمراء، وذلك خلال حفل ترأسه وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي.
وتميز حفل افتتاح المهرجان، الذي ينظم إلى غاية 11 يونيو الجاري تحت شعار “الجيل الأخضر: سلسلة الفواكه الحمراء، نموذج لإدماج العنصر البشري”، بحضور عامل إقليم القنيطرة ورئيس مجموعة القرض الفلاحي للمغرب ورئيس مجلس جهة الرباط-سلا-القنيطرة ورئيس الغرفة الفلاحية الجهوية ومنتخبين ووفد مهم من المسؤولين بالوزارة.
ويندرج تنظيم هذا المهرجان في إطار استراتيجية الجيل الأخضر 2020-2030، ويهدف إلى المساهمة في تنمية وتحديث سلسلة الفواكه الحمراء، وكذا تعزيز الاستثمارات وتبادل التجارب والخبرات وتطوير الشراكات بين المنتجين والمستثمرين والمصدرين كما يشكل فرصة للاطلاع على التقنيات الجديدة للرفع من الإنتاجية والجودة.
ويعد هذا المهرجان فضاء للقاء بين الفاعلين والمهتمين بالسلسلة ونافذة للترويج لهذا المنتوج ذو القيمة الغذائية العالية، الذي شهد تطورا ورواجا اقتصاديا خلال العشر سنوات الماضية.
بالفعل، مكنت هذه الزراعات الواعدة من جلب الاستثمارات الأجنبية بفضل الطلب الكبير عليها من طرف العديد من الأسواق الدولية، منها 41 دولة مستوردة في القارات الخمس، خصوصا دول الاتحاد الأوروبي، حيث بلغ مجموع صادرات المغرب من الفواكه الحمراء ( توت الأرض، توت العليق، التوت الأزرق) خلال الموسم 2021-2022 أزيد من 000 218 طن.
وفي كلمة له بالمناسبة، أشار الوزير إلى أن سلسلة الفواكه الحمراء شهدت تطورا وهيكلية كبيرة في إطار مخطط المغرب الاخضر، لا سيما بفضل الشراكة بين الدولة والمهنيين ، مبرزا أن مساحة سلسلة الفواكه الحمراء على المستوى الوطني انتقلت من 2680 هكتار سنة 2008 إلى 12155 هكتار سنة 2023 وشهدت تحسن مستوى الإنتاج، حيث ارتفع من 107.000 طن الى 272.000 طن، وبلغ حجم الصادرات 180.000 طن سنة 2023.
وأضاف انه في إطار استراتيجية الجيل الأخضر، تم التوقيع على عقد -برنامج لتنمية هذه السلسلة بين وزارة الفلاحة والفدرالية البيمهنية المغربية للفواكه الحمراء على هامش النسخة 15 للمعرض الدولي للفلاحة بمكناس.
وينص عقد – البرنامج على تحقيق مساحة إضافية بحوالي 4200 هكتار، وتحسين الإنتاج ليبلغ 360.000 طن، وتنويع الأسواق وتشجيع التصدير لتصل إلى 230.000 طن بحلول سنة 2030.
وتجدر الإشارة إلى أن إقليم القنيطرة يعد أكبر منطقة لإنتاج الفواكه الحمراء بجهة الرباط-سلا-القنيطرة، بمساحة تناهز 5720 هكتار (موسم 2022-2023)، أي 43 في المائة من المساحة الإجمالية، ويناهز إجمالي إنتاج الفواكه الحمراء 149.000 طنًا سنويًا، ما يعادل 54 في المائة من الإنتاج الوطني.
ويلعب قطاع الفواكه الحمراء دورا اجتماعيا واقتصاديا مهما. بالفعل، تجاوز رقم المعاملات للمنتجات المصدرة خلال الموسم الفلاحي 2021-2022، 6.6 مليار درهم. يمكن هذا القطاع من خلق أكثر من 19 مليون يوم عمل منها 51 في المائة بجهة الرباط -سلا-القنيطرة (موسم 2022-2023).
للتذكير، ينظم المهرجان من طرف المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي للغرب والفدرالية البيمهنية المغربية للفواكه الحمراء (Inter Proberries Morocco) وعمالة إقليم القنيطرة، على مساحة 4500 متر مربع بمشاركة حوالي 120 ألف زائر.
يضم المهرجان خمسة أقطاب مختلفة، وهي القطب المؤسساتي والجهات الداعمة وقطب المنتوجات المحلية وقطب الآلات الزراعية وقطب اللوازم والأدوات الفلاحية، بالإضافة إلى فضاء للاستشارة الفلاحية وقاعة للمحاضرات. ويستضيف المهرجان حوالي 200 مؤتمرًا حول مواضيع مختلفة مرتبطة بشعار هذه النسخة ومستجدات السلسلة كما يشمل المهرجان العديد من الأنشطة الفنية لفائدة الزوار.
ويعكس اختيار المملكة الإسبانية كضيف شرف هذه النسخة، جودة العلاقات التي تربط البلدين منذ عقود وحجم الاستثمارات الإسبانية بالمغرب في هذه السلسلة، ويتيح المهرجان فرصة مميزة للمشاركين للتعرف واكتشاف تنوع الفلاحة الإسبانية.