يوجد في فريق الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن عدد من أصدقاء المغرب، من بينهم أنتوني بلينكن، الذي سيتكلف بحقيبة الخارجية ويكون ممثل الدبلوماسية الأمريكية في العالم، وهو ما سيشكل فرصة للرباط لتحصين كل المكتسبات التاريخية المحققة في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، أهمها الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء.

ويعتبر بلينكن من السياسيين المخضرمين في فريق الرئيس الأمريكي الجديد وأحد الدبلوماسيين المعروفين بتوجهاتهم المنفتحة والمؤثرة في مسارات السياسة الخارجية لبلاد “العم سام”، بحيث سبق له أن شغل مناصب رفيعة في الجهاز الدبلوماسي الأمريكي.

أنتوني الذي يوصف بأنه أحد المقربين للرئيس المنتخب على مدى سنوات، كان أحد المستشارين الرئيسيين لبايدن عندما كان رئيسا للجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ. ولدى تولي باراك أوباما الرئاسة في 2009، شغل بلينكن منصب مستشار الأمن القومي لنائب الرئيس، ثم نائبا لمستشار الأمن القومي للرئيس، ليصبح في 2014 نائبا لوزير الخارجية (جون كيري).

وخلال اشتغاله نائبا لوزير الخارجية جون كيري، زار أنتوني بلينكن المغرب، وذلك خلال عام 2016، وأكد حينها أن “الشراكة بين الولايات المتحدة والمغرب ضرورية، ليس فقط لمواجهة التحديات المشتركة، بما في ذلك الأمن والمناخ، ولكن أيضا للاستفادة من الفرص المتاحة لنا”.

وزاد الدبلوماسي الأمريكي خلال حلوله بالمغرب قائلا: “إننا نقدر تقديرا عاليا قيادة المملكة”. وفيما يتعلق بمكافحة التطرف والإرهاب، أشاد بلينكين بالدور الذي يلعبه المغرب بقيادة الملك محمد السادس في مجموعات العمل الدولية التي تم تشكيلها خلال سنة 2014، معربا عن تقديره للإصلاحات التي يقوم بها المغرب في مجالات التعليم والنمو الاقتصادي والأمن والمناخ والبيئة.

وقال بلينكين خلال الاجتماع الأمريكي المغربي إن “الشراكة الأمريكية المغربية أساسية لمواجهة التحديات المشتركة، بما في ذلك الأمن والمناخ”، متوقفا عند التزام الولايات المتحدة بقضية المناخ، بحيث اعتبره “أمرا حاسما لتسريع تنفيذ اتفاق باريس، ومكافحة تغير المناخ، وبناء القدرات، وحشد التمويل ونقل التكنولوجيا”.
وأشاد بلينكين خلال تلك الزيارة بالدور الذي يلعبه المغرب في محاربة التطرف والإرهاب، والذي يشمل المشاركة في التحالف الأمريكي ضد “داعش”، والمشاركة مع هولندا في رئاسة المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، والاستراتيجية المغربية لتعزيز التسامح الديني والاعتدال في جميع أنحاء المنطقة.

وانتهى السباق الرئاسي في أمريكا بوصول “الديمقراطيين” إلى سدة الحكم بعد جولات “حارقة” أبعدت إدارة ترامب من البيت الأبيض. وبينما يرمم المشهد الأمريكي صفوفه لإعادة ترتيب أوراقه، تنطلق تساؤلات كثيرة حول مستقبل ومعالم السياسة الخارجية الأمريكية في جانبها المتعلق بالمغرب والصحراء.

hespress.com