ملامحُ احتجاجات جديدة بدأت التشكل على امتداد نهاية الأسبوع الماضي بمدينة جرادة، فبعد سنتين من الهدنة أعاد مقتل شاب داخل “ساندريات الفحم” شكاوى متفرقة من غياب بديل اشتغال للسكان.

وتوفي ثلاثيني عامل “ساندريات”، بمدينة جرادة، الأحد، داخل أحد آبار الفحم المنتشرة بالمنطقة، وتلت الأمر وقفة احتجاجية رمزية تطالب بضرورة استدراك قلة فرص الشغل وتوفير الحماية للعمال.

مصادر حقوقية من داخل المدينة أوردت أن الراحل كان يشتغل بإحدى الشركات التي أسست بعد “حراك جرادة”، مسجلة أن الشكل الاحتجاجي أعاد نقاشات الحراك الاجتماعي إلى الواجهة.

وأضافت المصادر، في تصريحات لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن الاحتجاج ليس خيارا أولا، بل يتم اللجوء إليه حين اشتداد الأزمة، وضرورة التعجيل بالحل لفائدة السكان.

وأحصت مصادر هسبريس 45 شخصا توفوا نتيجة انهيار “الساندريات” فوق رؤوسهم بآبار جرادة؛ أما الراحلون نتيجة مرض السيليكوز (داء يصيب عمال مناجم الفحم) فهم كثيرون جدا.

وأشارت المصادر إلى أن المطلب واحد وبسيط، وهو توفير بديل اقتصادي للسكان بعد أن جرى إغلاق غالبية مناجم الفحم، بدعوى أنها غير قانونية ولا تتوفر على ترخيص.

ولا يتعلق الأمر بحالة وفاة فقط، حسب المصرحين، فقد نقل على وجه السرعة أخ المتوفى صوب المستشفى، عقب إصابته بجروح خطيرة أثناء اشتغاله داخل “الساندريات” بدوره.

وأعادت أبرز الوجوه المفرج عنها على خلفية “حراك الفحم” نقاشات داخل المدينة لبلورة ملف مطلبي جديد، يتعلق أساسا بتوفير بديل اقتصادي، ومراجعة فواتير الماء والكهرباء.

وأردفت المصادر بأن وقف الاحتجاجات مرتبط بالاستجابة للملف المطلبي، مشيرة إلى أنه لا أحد يفضل خوض الوقفات، لكن لا يمكن الصمت عن التجاوزات التي تحصل.

وتعود آخر التجمهرات بالمدينة إلى يونيو من السنة الماضية، بعد الإفراج عن المعتقلين؛ فقد اكتظّتْ شوارع مدينة جرادة، وفق ما عاينتهُ جريدة هسبريس الإلكترونية في أحد التّسجيلات المباشرة، بالمواطنين.

واحتفت الساكنة بوُصولِ المعتقلين المشمولين بالعفو الملكي قادمين من السجن المحلي بوجدة، بعد قضائهم جزءا من المحكومية التي قضت المحكمة بها.

ووزعت محكمة الاستئناف بوجدة 53 سنة سجنا على المعتقلين الرئيسيين على خلفية حراك جرادة، إذ قضت بحبس أمين مقيلش ومصطفى ادعينين وعزيز بودشيش لمدة 3 سنوات لكل واحد منهم؛ كما حكمت على الطاهر الكيحل وإبراهيم البخيث وبن محمد ويحيى الكيحل ويحيى القندوسي ومحمد حشباي، ورضا بزة ومسعودي محمد وحسن غوماتي وعبد القادر موغلي، بـ4 سنوات سجنا نافذا.

hespress.com