منذ بداية ولايتها وحكومة العثماني تعيشُ على وقع صدامات وتراشقات سياسية بين الأحزاب المشكلة للأغلبية، وزاد هذا الخلاف مع قرب نهاية ولاية الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية.

وفجر الاجتماع الذي عقده رئيس الحكومة مع قادة أحزاب المعارضة الممثلة في البرلمان، والذي جاء في سياق التحضير للانتخابات المقبلة، الخلاف بين حزب التجمع الوطني للأحرار وحزب الاتحاد الاشتراكي وحزب الحركة الشعبية من جهة وحزب العدالة والتنمية من جهة ثانية.

ووسط صمت سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، بشأن تشرذم تحالفه السياسي، انتقد عزيز أخنوش طريقة تدبير العثماني للتحالف الأغلبي، وقال إن أحزاب الأغلبية باتت تسير بدون قائد وتواجه إشكالات عديدة.

واعتبر رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار أن حزب العدالة والتنمية يعاني من “إشكال في التدبير عندما يكون مع فرقاء آخرين”، كاشفا أن الأغلبية راسلت رئيس الحكومة بسبب اجتماعه مع المعارضة دون عقد أي اجتماع مسبق مع حلفائه، معتبرا أن لقاء العثماني مع قادة المعارضة كان يتطلب اجتماعا مع الأغلبية للتوافق حول الأمور التي سيناقشها معهم.

وقبل أيام، انتقد كذلك إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة والأمين عام لحزب “المصباح”، وقال إنه “بات بعيدا عن ميثاق الأغلبية الذي تم توقيعه عند بداية تشكيل الحكومة”.

وانتقد لشكر غياب اجتماعات الأغلبية منذ مدة طويلة، وقال إن رئيس الحكومة لم يستشر أحزاب الأغلبية في كثير من القضايا المهمة، مشيرا إلى أن العثماني رفض الاستجابة إلى طلبات عديدة وضعتها الأحزاب المشاركة في الائتلاف الحكومي قصد عقد اجتماع للأغلبية.

وينص ميثاق الأغلبية على عقد اجتماعات هيئة رئاسة الأغلبية بصفة دورية مرة كل شهرين، وبصفة استثنائية كلما دعت الحاجة إلى ذلك، بطلب من أحد مكونات الأغلبية، بالإضافة إلى إمكانية تشكيل لجان مختصة لدراسة وإبداء الرأي في بعض القضايا التي تعرضها عليها هيئة الرئاسة؛ وهو الأمر الذي لم يتحقق منذ التوقيع على ميثاق الأغلبية في فبراير 2018، باستثناء اجتماعات في مناسبات نادرة.

وتعمقت خلافات الأغلبية خلال الأشهر المتبقية من عمر حكومة العثماني، وظهر ذلك خلال محطة التصويت على القاسم الانتخابي ومناقشة مشروع قانون القنب الهندي وقبل ذلك تداعيات استئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل.

واستبعد مصدر حزبي من الأغلبية، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن يستجيب سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة، لدعوات عقد اجتماع الأغلبية، مشيرا إلى أن الحكومة ستكمل برنامجها المتبقي دون الالتزام بمضامين ميثاق الأغلبية الموقع في فبراير 2018.

hespress.com