قال الأكاديمي والناقد المغربي سعيد يقطين إن الرواية المغربية تتوفر على كل المقومات التي تؤهلها إلى أن تتحول إلى أعمال سينمائية؛ غير أن غياب التواصل بين الأدباء/ الروائيين وبين المخرجين السينمائيين يحُول دون ذلك.

واعتبر يقطين، في لقاء عن بعد نظمه المركب الثقافي بزاكورة، أن تفاعل الأنواع والأجناس الأدبية والفنية هو ضرورة من ضرورات تطوير الإنتاجات الفنية والأدبية، مسجلا أن هناك بعض التجارب لتحويل الروايات إلى سينما في المغرب؛ ولكن هذا العمل لا يزال ضعيفا ومحدودا جدا، مرجعا سبب ذلك إلى غياب التواصل بين الأديب/الروائي والفنان.

وأضاف المتحدث ذاته أن تجاوز هذا العائق الذي يحُول دون تحويل الرواية المغربية إلى أعمال سينمائية يقتضي أن تكون هناك علاقة قوية بين المشتغلين في السينما والمسرح أو الرسوم المتحركة مع الإنتاج السردي المغربي سواء الحديث أو القديم، من أجل إغناء المشهد الفني المغربي.

يقطين أبرز أن ثمة عائقا آخر يتمثل في وجود سوء فهم بين الروائي وبين السينمائي؛ “لأن الروائي يَعتبر أن الرواية مِلك له وعلى السينمائي أن يشتغل بها وفق ما يريده الروائي، وهذا تصور غير ملائم، لأن كاتب السيناريو له قراءة مختلفة للرواية، ولأن المخرج السينمائي له تقنياته الخاصة التي يشتغل بها”، لافتا إلى أن تحويل الرواية إلى عمل سينمائي مسألة لا تعني الروائي.

علاقة بذلك، قال يقطين، جوابا عن سؤال بخصوص كيفية إسهام الرواية على الأسئلة الراهنة، وخاصة في ظل جائحة فيروس “كورونا”، إن رؤية الروائي للآثار التي تتركها الجائحة على مستوى العلاقات الاجتماعية أو على المستوى الفردي يمكن أن تثير لدى المبدع الروائي أسئلة يعبر عنها بطريقته الخاصة، مشيرا إلى أن ما أنتج من نصوص سردية في هذا الموضوع يعطي الانطباع بأن الروائي المغربي يتفاعل مع ما يُستجد على المستوى الواقعي والإنساني بصفة عامة.

وبخصوص دور الجامعة المغربية في النهوض بالثقافة المغربية، قال الأكاديمي والناقد المغربي إن الجامعة لعبت دورا كبيرا على هذا المستوى، وخاصة كليات الآداب التي تساهم في الرأسمال الثقافي المغربي؛ لكونها من جهة تتصل باللغة التي يستعملها المغاربة للتواصل ثقافيا فيما بينهم، ومن جهة ثانية لكونها تنهض بالاختصاصات التي تهم الإنسان والمجتمع.

وأضاف أن الجامعة ساهمت في تطوير الثقافة المغربية، بما أنجزه الأساتذة في مختلف المجالات، وكانت لهم مساهمات قوية في إحلال الثقافة مكانة متميزة على الصعيدين الوطني والإقليمي؛ غير أنه في السنوات الأخيرة، يردف المتحدث، “حدثت تحولات لكنها لا تمارَس بالطريقة التي يمكن أن تستثمر بها إيجابياتها”.

من جهة ثانية، أشار يقطين إلى أن الكتاب الأول له، والمعنون بـ”القراءة والتجربة حول التجريب في الخطاب الروائي الجديد بالمغرب”، كان ثمرة بحث نيْل شهادة الإجازة الذي أنجزه حول مقدمة الشعر المغربي في الستينيات، تحت إشراف الشاعر محمد الخمار الكنوني، وأنه فضل ألا يدخل إلى الجامعة بعد فترة التكوين بشهادة، بل بكتاب.

hespress.com